ما بعد لقاء العقبه

بقلم ثامر سباعنه – جنين

 

قبل سنوات وتحديدا عام 1996 اجتمع بعض العرب والعجم في شرم الشيخ لاعلان حربهم على "الإرهاب" وفي حقيقتهم كانت حربا على المقاومة والعمل على تجفيف منابعها، وما أشبه اليوم بالبارحه، اذ يجتمع بعض العرب مع الاحتلال والعجم تحت مسمى خفض التوتر لكن في باطنه حربا جديده على المقاومة المتصاعده في الضفة الغربية.

ما أشبه اليوم بالبارحه، لكن بالأمس كانت حربا مُعلنة على حركة المقاومة الإسلامية حماس واليوم اعلان حرب على كل الشعب الفلسطيني، وكل من يتمسك بالمقاومه.

بالأمس كان هناك خيار السلام واوسلو ليعلن المجتمعين الدفاع عنه وحمايته، لكن اليوم عن ماذا سيدافعون وقد دفنت كل اتفاقيات السلام تحت جنازير الدبابات "الاسرائيليه"!!!

لقاء العقبه الذي سيجمع وفدا من السلطة الوطنية مع وفد "إسرائيلي" بوجود أمريكي –أردني –مصري، تحمل في طياتها العمل على تطبيق خطة الجنرال الأمريكي "فنزل" والمفروضه على السلطه الفلسطينية، والتي تهدف في الأساس على القضاء على المقاومة الفلسطينية المتصاعده في الضفه الغربية وتحديدا في جنين ونابلس، وللأسف تاتي المشاركه الفلسطينية بعد أيام قليله من المجزرة "الإسرائيلية" في نابلس والتي ارتقى فيها اكثر من احد عشر شهيدا فلسطينيا.

أمريكا واللقاء:

أمريكا لها عدة اهداف من هذا اللقاء، منها السعي لفرض الهدوء في المنطقة للتفرغ لملفات حساسه أكثر بنظرها، وهو الملف الإيراني الذي يمكن أن تتصاعد المواجهه فيه في الفترة الزمنية القريبه، إضافه الى ملف الحرب الروسية – الاوكرانية وموقف أمريكا الداعم لاوكرانيا والباحث عن داعمين وأنصار وحلفاء لهزيمة روسيا، إضافه للملف الصيني وزيادة التوتر مع بكين، كل هذه الملفات تسعى أمريكا للتفرغ لها وعدم اشعال الشرق الأوسط بسبب الأوضاع في فلسطين المحتله.

 

"إسرائيل" واللقاء:

كيان الاحتلال له العديد من حضور هذا اللقاء والمشاركه فيه، فهو أول لقاء سياسي للحكومه الصهيونية المتطرفه التي تسعى لتحقيق شيء من القبول الدولي والمشاركه السياسيه الدولية، وهذه المشاركه في اللقاء بالعقبه سيفتح بعض الأبواب المقفله أمام هذه الحكومه، اضافه الى سعي الحكومه لوقف المقاومة الفلسطينية بالضفه الغربية وتحديدا قبل شهر رمضان المبارك والذي تتوقع الجهات "الاسرائيليه" تفجر الأوضاع في القدس والمدن الفلسطينية، وبالتالي يسعى الاحتلال لوأد المقاومة الفلسطينية بأيدي فلسطينية.

 

السلطه الفلسطينية واللقاء:

في حقيقة الامر لا يوجد أي مكسب فلسطيني من المشاركه في هذا اللقاء، خاصه في ظل رفض كل الفصائل الفلسطينية تقريبا لهذا اللقاء، وفي ظل العنجهية "الاسرائيليه" بزيادة الاستهداف للفلسطينيين بل ورفع منسوب القتل بواسطه الماكينة الاحتلاليه، لذا فلا يوجد أي مكاسب فلسطينية من وراء اهذا اللقاء، بل ولا يوجد أي مبررات لحضور هذا اللقاء، بل الخاسر الأول من هذا اللقاء هو السلطه الفلسطينية.

فان خطة فينزل بصرف النظر عما سينفذ منها لاحقا أو أنها ستأخذ اسما او عنوانا اخر ستكون هي الاخرى تتويجا لترتيبات ما بعد عهد ابو مازن، بمعنى انهاء دور السلطه باعتبارها جزءا من كيان سياسي في طريقه الى الدولة وجعلها مؤسسة بيروقراطية تحكم نفسها بنفسها من دون قيادة سياسية وبصرف النظر عن مدى وطنية هذه القيادة او ولاءها شعبها. 

 ما تريده الولايات المتحدة وتعمل عليه منذ بعض الوقت وخرج فعليا الى حيز التنفيذ مع اطلاق خطة ترامب ووصول ادارة بايدن التي أعلنت ضمنيا عن التخلي عن جهود الوساطة السياسية والاكتفاء بالجهود الامنية والاقتصادية هو بناء مؤسسات حوكمة وليس مؤسسات دولانية، حيث سيعمل فينزل في خطته التي اتضح لنا القليل منها على ما يبدو على تغيير أعمق في النظام الامني عبر اعادة تشكيل قوات الامن الفلسطينية لتتحول الى قوات مهمات خاصة.