ملاحظات حول الجولة الأخيرة، جولة ( الشهيد خضر عدنان).
انتهت هذه الجولة سريعا، ربما أسرع مما ظن المحللين، والتأكيد أسرع مما صرح به المصدر الرسمي الاسرائيلي، الذي توقعها جولة لأيام، وتوعد برد قاس.
هذه الجولة حملت معها، وخلفت وراءها جملة ملاحظات، من المفيد التأكيد عليها:
# كانت جولة موفقة أوصلت فيها المقاومة رسالتها وأكدت على المعادلة التي فرضتها وهي:
أن الزمن الذي يرتكب فيه الاحتلال جرائم ثم يمضي قد ولى. ولا بد له من دفع الثمن.
وأعتقد انها النقطة الأهم، والاساس الذي تندولع العديد من الجولات لأجله.
# في هذه الجولة قصفت المقاومة أكثر من مئة صاروخ ومن الواضح أن بعضها رغم أنه قصير المدى الا أنه يستخدم لأول مرة، وكان لذلك دور في تجاوز القبة الحديدية. وبالتالي أثبتت المقاومة أنها تملك دائما ما هو جديد سواء على النطاق الضيق كهذه الجولات أو على النطاق الواسع الذي يخفي مفاجآته معه .
# فشلت القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة، فتصدت لأقل من ربع الصواريخ ككل، وأقل من نصف الصواريخ التي حاولت اسقاطها. هذا الأمر ادخل الذعر في نفوس العدو، واظن أن له ما بعده.
# هدد العدو وأزبد مرارا وهذه المرة كذلك. لكنه لم يفعل، هذا يشير إلى انه يخشى شيئا، وأن تقديراته العسكرية والامنية والسياسية تقول أن الجولة الطويلة ستجعله يخسر أكثر مما يربح، وهذا أيضا له دلالاته.
# خرج الجمهور العبري ساخطا، بل وأحزاب الإئتلاف غاضبة، لأنهم يرون فيما يجري ذر للرماد في العيون، وبدأت تداعيات ذلك تظهر على شكل رسائل احتجاجية ودعوات للتفاهم هذا المساء، واجتماعات حزبية..
# في المقابل اثبتت المقاومة في غزة انها موحدة وخاصة في الميدان. فاجتمعت وقررت ونفذت وتوقفت دون خلاف يذكر. وظهر الفعل على يد غرفة العمليات المشتركة (الموحدة). وكذا التحرك السياسي والدبلوماسي والاتفاق النهائي كان موضع توافق. والحاضنة المجتمعية في غزة وقفت خلف المقاومة مؤازرة وداعمة. وهذا في علم الحروب من أساسات النصر.
# بتنا نرى جولات لا يفقد فيها شعبنا الكثير من الأرواح والدماء.. ولله الحمد.
فالجولة السابقة انتهت دون جرحى، وهذه الجولة بشهيد واحد رحمه الله وبضعة جرحى. وهذا أيضا من ايجابيات هذه الجولات.
# لم يتبقى لنظرية الردع مكان في نفوس الشعب الفلسطيني ومقاومته. وقد أدرك الاحتلال ذلك، وفي هذه الجولة أيضا. ولعل هذا الأمر يؤدي إلى عكس ما نفكر، بمعنى انه وجد ان القصف والقتل لم يقوي نظرية الردع بل جر عليه المزيد من النقمة والانتقام والآثار السلبية، فكان ذلك دافعا إلى عدم الايغال بالقصف والقتل تحقيقا للردع لأنه لن يتحقق بهذه الطريقة.