مقاتلو جباليا: نزار ريان & محمود المبحوح & عماد عقل & فوزي أبو القرع

تقارير
نسخ الرابط: https://almaidan.info/posts/358

كانت جباليا دومًا في الواجهة، أنجبت المقاومين الذين ناضلوا لدحر الاحتلال في كل اجتياح، ذاع صيتها في انتفاضة الحجارة عام 1987، بعدما دهس سائق إسرائيلي عدد من العمال الفلسطينيين، فأعلن المخيم احتجاجه على ذلك وانطلقت المظاهرات المنددة، وسرعان ما تحولت لانتفاضة شعبية.

عُرفت جباليا ب "مخيم الثورة"، فكانت معقلًا للثوار الفلسطينيين على الدوام، وبمجرد ذكر جباليا يتوارد إلى الذهن أسماء لا تغيب عن الذاكرة على الرغم من مرور سنوات على استشهادهم، مثل قائل المقولة الشهيرة: "لن يدخلوا معسكرنا" عماد عقل، ونزار ريان وفوزي أبو القرع ومحمود المبحوح، وغيرهم الكثيرون من أبناء المخيم التي لا يتسع المقام لذكرهم جميعًا. وفي هذا المقال تسليط الضوء على عدد من المقاومين الفلسطينيين الذين عرفتهم أزقة مخيم جباليا وأهلها.

عماد عقل

لُقب عماد عقل أبرز مؤسسي كتائب القسام بصاحب "الأرواح السبعة"، والمشتبك من مسافة صفر، ومرعب الصهاينة، وُلد في 19 حزيران/ يونيو 1971 في مخيم جباليا، وأطلق والده عليه اسم عماد نسبة لعماد الدين زنكي القائد الذي انتصر على الصليبيين. تعود أصول عقل إلى قرية برعير المجاورة لمدينة المجدل، وقد تهجرت عائلته منها وقطنت جباليا في عام النكبة.

لُقب عماد عقل أبرز مؤسسي كتائب القسام بصاحب "الأرواح السبعة"، والمشتبك من مسافة صفر، ومرعب الصهاينة.

تفوق الرجل الذي لقبه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ب "الأسطورة". حصل على المرتبة الأولى على الدوام، وحين نجح بتفوق في الثانوية العامة قرر دراسة الصيدلة في معهد الأمل بغزة، لكن الجيش الإسرائيلي اعتقله في أيلول/ سبتمبر 1988 لمدة عام ونصف العام، فلم يستطع الالتحاق بالدراسة، وحين أُفرج عنه في آذار/ مارس 1990 قرر تحويل مساره من الصيدلة إلى قسم الشريعة في كلية حطين بالأردن، لكن الاحتلال منعه من السفر.

بدأ عماد عقل بالانخراط في سلك المقاومة وهو طالب في الثانوية العامة، فكان له حضور لافت في انتفاضة الحجارة عام 1987، شارك في المظاهرات وفعاليات الانتفاضة الشعبية، وكان يواجه المستوطنين ويشجع الشباب على العمل الجهادي، حتى اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1988 بتهمة الانتماء لحركة حماس ونشاطه في الانتفاضة، لينقطع عن صفوف المقاومة، حتى الإفراج عنه عام 1990، فالتحق بعدها بكتائب عز الدين القسام ليبدأ معها مشورًا جهاديًا، ولكن لم تطل حريته طويلًا فاعتقلته قوات الجيش بعد فترة وجيزة مرة أخرى، ثم نال حريته.

كان أول عمل لعقل الالتحاق بمجموعات عسكرية شمال غزة، تلاحق العملاء، ثم حاز على منصب ضابط اتصال بين "مجموعة الشهداء" عام 1991، نفذ عقل رفقة مجموعته عدة عمليات عسكرية ضد قوات الجيش من مسافة صفر، وعكفت على مواصلة ملاحقة العملاء والسيطرة على سلاحهم واستخدامه في عملياتها، كان أسماء قادة مجموعة الشهداء مجهولًا حتى اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عضوين منهما وهم يعبرا الحدود الفلسطينية المصرية عام 1991، وأبرحتهما تعذيبًا، حتى قالا أسماء رفاقهم، ومن وقتها طُبع اسم "عماد عقل"  في ذهن الجيش الإسرائيلي، وأصبح المطلوب الأول ل "إسرائيل".

كان أول عمل لعقل الالتحاق بمجموعات عسكرية شمال غزة، تلاحق العملاء، ثم حاز على منصب ضابط اتصال بين "مجموعة الشهداء" عام 1991، نفذ عقل رفقة مجموعته عدة عمليات عسكرية ضد قوات الجيش من مسافة صفر.

واجه عقل جنود الاحتلال من مسافة صفر، ونصب الكمائن لهم، ومن العمليات العسكرية التي نفذها عقل، كمين ببندقية "كارلو غوستاف" لجنود الجيش الإسرائيلي في 4 مايو 1992، والذي استهدف به قائد الشرطة الإسرائيلية في غزة يوسي آفني، لكنه نجى حينها. ومن بعدها اشتد الخناق على عقل ورفاقه، لاحقتهم قوات الاحتلال، فقرر الانتقال في 22 مايو 1992 إلى الضفة الغربية ليبدأ عمليات عسكرية هناك باسم "الجناح العسكري لكتائب القسام".

وفي أكتوبر/تشرين الأول 1992 نفذ عقل عملية في مدينة الخليل، مستهدفًا سيارة عسكرية تابعة للجيش، أصاب خلالها ضابطًا و3 جنود، تبعها بعملية ثانية بعد 4 أيام ضد معسكر للجيش الإسرائيلي، فُقتل جندي وأُصيب آخر بجراح خطيرة.

استمر عقل في سلسلة عملياته العسكرية يخطط للكمائن ويوجه الرصاص وجهًا لوجه ضد جنود الجيش الإسرائيلي، فكثفت قوات الجيش الإسرائيلي ترصدها بالمقاومين بالضفة الغربية وعلى رأسهم عماد عقل، فاضطر للعودة إلى غزة في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1992، على الرغم من صعوبة الحركة بين المدن الفلسطينية، ليستكمل عمله النضالي رفقة شركاء السلاح.

سجل في تاريخ عقل النضالي العديد من العمليات العسكرية اللافتة، التي أخذت صدى كبير في الأوساط، ومن أبرز المهمات عملية مسجد مصعب بن عمير في حي الزيتون التي نفذها في 12 سبتمبر/أيلول 1993، ونتج عنها قتل 3 جنود من بينهم ضابط، والاستيلاء على عتادهم العسكري، تاركًا قصاصة ورقية بجانب القتلى كتب عليها تبني كتائب القسام، وتلك العملية كانت أولى عمليات المقاومة الفلسطينية توثيقًا بالكاميرا، ومن هنا انطلقت فكرة الإعلام العسكري ومن حينها اقترنت الكاميرا بالبندقية في عمليات كتائب القسام.

وآنذاك عقب رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين على العملية، وقال:  "أتمنى لو أستيقظ من نومي فأجد غزة وقد ابتلعها البحر".

وقبل العملية المصورة الشهيرة مصعب بن عمير، عُرض على عائلة عقل أن تنفي ابنها إلى مصر أو الأردن لمدة 3 أعوام فقط، مقابل أن لا يمثل أمام المحاكم الإسرائيلية، لكنه رد بالقول: "رابين لا يستطيع أن يمنع شابًا قرر أن يموت". وعكف على مواصلة عملياته العسكرية، فنفذ في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1992 عملية بحي الشيخ رضوان تسببت في مقتل جندي وإصابة آخر، وواصل نصب الكمائن والقتال من مسافة صفر.

في ما شهد العام 1993 على ظهور الرجل الذي نفذ أكثر من 40 عملية ضد قوات الجيش الإسرائيلي، في فيديو مصور وهو ملثم بالكوفية الحمراء، استعرض فيه أبرز عمليات القسام، فكانت الكوفية بلونها الأحمر أيقونة تدلل على الفدائي عماد عقل. كان عقل يردد مقولة عز الدين القسام: "سأبقى في فلسطين حتى أنال الشهادة وأدخل الجنة، هذا جهاد نصر أو استشهاد". في ما قال عنه الأسير السابق والكاتب هاني أبو اسباع، "إن عقل كان بارعًا في لم شمل الشباب بجانبه، يحبهم ويحبونه، ولديه حلول وإجابات لكل مشكلة". ونقل مقولته التي كان يرددها على مسامع رفاقه: "اليوم الذي أطارد فيه ولا أنفذ فيه عملا أو أبادر بعمل هو خسارة".

لم يتمكن الاحتلال من عماد عقل ونجى من عمليات اغتيال عدة، ولذلك أُطلق عليه صاحب "الأرواح السبع"، ولكن بعد مطاردة استمرت ما يزيد عن عامين تمكنت القوات من حصاره في بيت "أم نضال فرحات" في الشجاعية.

وفي ذلك شهادة لابن خنساء فلسطين، حسام فرحات، فيقول عن يوم المداهمة: "وصلت قوات الجيش لمكان عقل عن طريق العملاء، فجاؤوا إلى المنزل بسيارة شبيهة لسيارة رفاقه، خرجت على الباب لاستقبالهم، وعبرت عن استغرابي لخط سيرهم الذي تغير، وسألتهم عن السبب، ولكن على حين غرة قاموا بتثبيتي وتقيدي، فنظرت وإذ ب15 سيارة تحاصرنا، رآهم شقيقي مؤمن وركض لإخبار عماد بالمداهمة، فظنها إجراء عاديًا للمنطقة ولكن سرعان ما اكتشف أنهم أتوا لأجله حين حاول الهرب من البوابة الخلفية".

يكمل فرحات: "صلى عقل صلاته الأخيرة وحمل سلاحه، وودع العائلة، وأوصى شقيقي نضال بسداد ديونه، ومواصلة السير على طريق الجهاد، وانطلق لوجهته يطلق رصاصاته تجاه القوات الإسرائيلي، ولكن الجنود تمكنوا من قتله في حديقة منزلنا وتحديدًا تحت شجرة الزيتون". رحل عماد عقل مقبلًا غير مدبر بعد إصابته بقذيفة مضادة للدروع بالوجه، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1993 عن عمر يناهز 22 عامًا، قضاها متنقلًا في ساحات المعركة يناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي.

يعد عقل من القادة البارزين في كتائب القسام الذي لم يكن عمرهم طويلًا ولكن كان زاخرًا بسجل مشرف بالإنجازات، فُخلدت ذكراه بالتاريخ الفلسطيني الحديث، وكتب الكاتب غسان دوعر كتابًا يستعرض فيه أعمال عقل العسكرية وسيرته بعنوان"عماد عقل أسطورة الجهاد والمقاومة". في ما تم تكريمه بفيلم أُنتج في 2009 اسمه "عماد عقل.. أسطورة المقاومة".

فوزي أبو القرع

برز اسم فوزي أبو القرع في انتفاضة عام 1987، وكان له دور بارز فيها، وعمل مع الشهيد عماد عقل آنذاك، عرف بأنه واحد من أبرز مهندسي التصنيع في كتائب القسام، رافق حسن المدهون من كتائب شهداء الأقصى، فشكلا نموذجًا نوعيًا للالتحام بين صفوف الفصائل الفلسطينية، خططا للعديد للعمليات العسكرية ولم يفترقا حتى عند الموت.

ولد في عام 1970م، وعاش حياته في معسكر جباليا، إذ هُجرت عائلته من بلدة بيت جرجا، ترك الدارسة بسبب ظروف عائلته المعيشية، فعمل في وقت مبكر ليساعدها، نزوح إلى المخيم وعاش فيه/ ورزقه الله بمحمد وميسون، وعند استشهاده كانت زوجته حاملًا في شهرها الثامن.

برز اسم فوزي أبو القرع في انتفاضة عام 1987، وكان له دور بارز فيها، وعمل مع الشهيد عماد عقل آنذاك، عرف بأنه واحد من أبرز مهندسي التصنيع في كتائب القسام

يُقال عنه "مهندس العمليات النوعية" في كتائب القسام، صنع صواريخ القسام وطورها، وقذائف الهاون، والأحزمة الناسفة، أشرف على العديد من العمليات العسكرية وتنفيذها، ومن أبرزها عملية زلزلة الحصون بمعبر المنطار الذي اشترك فيها مع رفيق دربه حسن المدهون، فنفذها محمود المصري من القسام، ومهند المنسي من كتائب شهداء الأقصى، وسمير حجا من ألوية الناصر صلاح الدين، إذ فجروا عبوة ناسفة واشتبكا مع العدو لمدة ساعتين.

كما أشرف أبو القرع بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى، على عملية ريم الرياشي والتي نُفذت في معبر بيت حانون "إيرز" شمال غزة، ونتج عنها قتل 4 جنود وإصابة 10، إضافة لعملية السهم الثاقب شرق الشجاعية، وعملية في ميناء "أسدود" التجاري أدت لمقتل عدد من الجنود وإصابة آخرين.

يُقال عنه "مهندس العمليات النوعية" في كتائب القسام، صنع صواريخ القسام وطورها، وقذائف الهاون، والأحزمة الناسفة، أشرف على العديد من العمليات العسكرية وتنفيذها، ومن أبرزها عملية زلزلة الحصون في معبر المنطار.

وفي العام 2005 استهدف سلاح الجو الإسرائيلي سيارة القائد فوزي أبو القرع، ورفيق دربه حسن المدهون، وبذلك يكون طوي دفتر قياديين كانا لهما بصمة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

نزار ريان

ولد الشيخ ريان في 3 مارس/آذار 1959، في معسكر جباليا، ولكن بلدته الأصلية التي هُجر منها والده هي نعليا، فكبر بين أزقة المعسكر حتى أضحى إمامًا للمسجد الأشهر في المخيم مسجد الخلفاء الراشدين.

أما عن سيرته الأكاديمية فهو حاصل على بكالوريوس أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض عام 1982، وتلقى التعليم على أيدي مشايخ الحجاز كابن جبرين وعبد الرحمن البراك، وأكمل الدراسات العليا فحاز على الماجستير من الجامعة الأردنية في تخصص الحديث الشريف عام 1990، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة القرآن الكريم في السودان عام 1994.

عمل شيخ المخيم مدرسًا بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين، ثم ترقى ليصبح أستاذًا مساعدًا، وواصل عمله حتى وصل لمنصب مساعد نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، ورئيس قسم الحديث الشريف، بكلية أصول الدين، كما أن له الكثير من الدراسات الفقهية وله كتاب بعنوان: "دراسات في السيرة"، وكان الشيخ بصدد إنهاء شرح لصحيح مسلم، وسلسلة عن أنساب وأصول العائلات الفلسطينية، في ما منح وقته لطلابه فأشرف على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه.

يُعرف في الأوساط الفلسطينية بأنه صاحب مقولة: "لن يدخلوا معسكرنا"، وذلك في معركة "أيام الغضب" عام 2004، أثناء محاولة الجيش الإسرائيلي اجتياح جباليا.

صاحب مقولة: "لن يدخلوا معسكرنا"، وذلك في معركة "أيام الغضب" عام 2004، أثناء محاولة الجيش الإسرائيلي اجتياح جباليا.

كان يتنقل في المسجد ويعطي الدورات ويشرف على الحلقات القرآنية والبطاقات الورقية الدينية، تعلق قلبه بمسجد الخلفاء الراشدين فأحب الإمامة به، ووهب وقته لأجله فجمع التبرعات لأجل إعادة بنائه، لكن حياته لم تتسع لذلك، فاستشهد مقبلًا غير مدبر.

التحق نزار ريان بجماعة الإخوان المسلمين عام 1977، ونشط في الانتفاضة الفلسطينية الأولى فكان من أبزر القياديين، وعند تكوين كتائب عز الدين القسام انضم لها، وشارك في العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال بطلب من صلاح شحادة، فحاول خطف جنود إسرائيليين.

كما تولى مهمة جمع السلاح للكتائب، وحماية المقاومين المطاردين، مثل محمد الضيف ويحيى عياش، وهو من العاملين في الرباط على الحدود التي تربط غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، في ما شارك المجاهدين في حفر الأنفاق، واشتبك مع قوات الاحتلال في اجتياحات شمال غزة.

عُرف الشيخ بشجاعته إذ أطلق مبادرة تقضي بتشكيل دروع بشرية لحماية منازل المقاومين الغزيين من الاستهداف من سلاح الجو الإسرائيلي، وقبل أن يتخذ تلك الخطوة واصل الجيش تدمير المنازل فنجح بقصف حوالي 25 بيتًا، لكنه قرر تحدي "إسرائيل" وأصبح يجمع الكبار والصغار ليعتلوا أسطح المنازل التي يهددها الإسرائيليين بالقصف في محاولة منه لمنع قصفها، وبالفعل أثبتت تلك المبادرة نجاعتها لعامين. وفي هذا السياق، يُذكر أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2006، اعتلى ريان سطح منزل القيادي في لجان المقاومة الشعبية محمد بارود، رفقة المئات من أهالي مخيم جباليا، بعدما طلبت قوات الاحتلال إخلاءه لقصفه، ليفشلوا مخطط الاحتلال بتدميره.

كان الشيخ يؤمن إيمانًا تامًا بالجهاد في سبيل الله، فورث منه أبناؤه شجاعته، يتقدم الصفوف الأمامية، يناضل بالعلم والسلاح، وناضل أبنائه مثله تمامًا، فها هو ابنه إبراهيم ينفذ عملية فدائية عام 2001 في مستوطنة "إيلي سيناي"، قتل فيها 6 جنود، فاستشهد على أثرها، كما استشهد شقيقه الأصغر، واثنان من أولاد شقيقه، وتعرض ابنه بلال لإصابة خطيرة بُترت قدمه على إثرها.

في مطلع يناير 2009 وخلال "معركة الفرقان"، أُبلغ ريان أن منزله سوف يُقصف، فرفض الخروج منه، وكان معه زوجاته الأربع، و11فردًا من أبنائه، قتلتهم "إسرائيل" جميعًا، في ما نجا ابنيه الاثنين وابنة له كانوا خارج المنزل آنذاك.

في مطلع يناير 2009 وخلال "معركة الفرقان"، أُبلغ ريان أن منزله سوف يُقصف، فرفض الخروج منه، وكان معه زوجاته الأربع، و11فردًا من أبنائه، قتلتهم "إسرائيل" جميعًا، في ما نجا ابنيه الاثنين وابنة له كانوا خارج المنزل آنذاك. وفي هذا الخصوص شهادة لابن الشيخ بلال، فيقول: "كان منزلنا عبارة عن ركام والدخان يخرج منه، شرعت بالبحث عن عائلتي، فوجدت جسد والدي على بعد مترين من البيت وهو مقطوع الرأس، وفي حضنه شقيقي أسامة ذو العامين". 

محمود المبحوح

قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ولد في 14 فبراير/شباط 1960 في مخيم جباليا، عاش بين أزقة المخيم وتحديدًا بلوك 9، بجوار بركة أبو راشد، عائلته تهجرت من "قرية بيت طيما" والتي احتلها الجيش الإسرائيلي عام 1948، أراد أن يكون مجاهدًا يناضل ضد المحتل منذ نعومة أظفاره.

كان يمارس رياضة كمال الأجسام في نادي خدمات جباليا، وحصل في إحدى المرات على المرتبة الأولى في بطولة كمال الأجسام، وطد علاقاته بأهل المخيم، فطبع اسمه في أذهانهم، أما علاقته بأهل بيته كانت ودودة، يشاركهم العمل في البيت، لديه 14 أخًا وأخت، وأربع أبناء.

درس في مدارس مخيم جباليا، ثم حصل على دبلوم الميكانيكا، فتفوق في تخصصه، وافتتح ورشة في شارع صلاح الدين، وعقد علاقات طيبة مع الزبائن الذي يترددون على ورشته لصيانة سياراتهم، وظل يعمل بها حتى خرج من غزة عام 1989.

 اعتقلته سلطات الاحتلال عام 1986 لمدة عام قضاها في سجن السرايا، بتهمة انتمائه لحركة "حماس" وحيازة السلاح، خرج من السجن ثم اندلعت الانتفاضة الأولى، فواصل نشاطه العسكري في الحركة، وعكف على تأسيس الوحدة 101 التي تهدف لخطف جنود إسرائيليين، بتوجيه من القائد القسامي صلاح شحادة، والذي قتلته "إسرائيل" عام 2002.

وفي العام 1988، تمكن المبحوح مع رفاقه المجاهدين من أسر صهيوني اسمه "آفي سبورتس"، ثم قتلوه وأخفوا جثته، ثم في 1989 أسروا جندي آخر "إيلان سعدون"، وهو يرتدي عتاده العسكري، لكنهم قتلوه، نظرًا لصعوبة إخفائه حيًا. مرت العملية بسلام حتى حاول العبور بسيارته الذي خطف بها الجندي "سعدون" إلى غزة من شرق جباليا، لكن دورية الاحتلال لاحظت الملابس الموجودة بداخلها والمغمورة ببقع الدم.

وفي العام 1988، تمكن المبحوح مع رفاقه المجاهدين من أسر صهيوني اسمه "آفي سبورتس"، ثم قتلوه وأخفوا جثته، ثم في 1989 أسروا جندي آخر "إيلان سعدون"، وهو يرتدي عتاده العسكري، لكنهم قتلوه، نظرًا لصعوبة إخفائه حيًا.

تمكن من الفرار وقتها لكن الاحتلال واصل مطارته وأصدقاءه في العملية، إذ طوقت قوات خاصة منزله بشكل فجائي، وعاثوا بالمنزل خرابًا، واعتقلوا كل ما في البيت بما فيهم أطفاله، وداهمت أيضًا قوة خاصة ثانية ورشته، وهم متنكرين بزي عمال الزراعة، حتى جاء شقيقه فايق فأطلقت القوة عليه الرصاص بشكل مباشر وإصابته، ثم اعتقلته.

وبعد محاولات الجيش الإسرئيلي العديدة للقبض على المبحوح، تمكن من الهروب هو وأصدقائه إلى مصر ثم ليبيا، حتى استقروا في سوريا. وبعد سنوات من النضال تمكنت  "إسرائيل" من اغتياله في 19 يناير/كانون الثاني 2010 في فندق بالإمارات، في عملية غامضة، ليطوى دفتر القائد القسامي.