قراءه في كتاب ( محنة فلسطين وأسرارها السياسيه والعسكرية)
بقلم ثامر سباعنه
مركز الميدان للدراسات والاستشارات
كتاب ( محنة فلسطين واسرارها السياسيه والعسكرية) لمؤلفه الفريق الأول الركن المتقاعد صالح صائب الجبوري، الكتاب يعتبر شهاده حية من ضابط قاد أحد الجيوش العربية في حرب فلسطين عام 1948، وكان على اطلاع مباشر على الاحداث التي عاشتها فلسطين والمنطقة خلال تلك الفترة.
يقع الكتاب في أربع وثلاثون فصلا، تناول في الفصول الأولى للكتاب تاريخ ومقدمات القضية الفلسطينية، والمراحل التي مرت بها بعرض تاريخي عاشه الكاتب، ثم انتقل الكاتب للحديث عن تجربته في الجيش العراقي، ودور هذا الجيش في حرب فلسطين عام 1948 وما سبق الحرب من لقاءات عربية بخصوص قضيه فلسطين، وهنا ساتناول مجموعه من الملاحظات التي وجدتها مهمه في هذه المذكرات وساقوم بالتعليق عليها:
تناول الكاتب موضوع (( ماكو أوامر)) التي تناقلتها الأجيال حول تقصير الجيوش العربية في قضيه فلسطين، وأفرد الكاتب للموضوع فصلا كاملا دحض فيه هذه القضيه، وعزاها لخصومات سياسيه عربية مع العراق، خاصة وان الجيش العراقي كان له الأثر الإيجابي والقوي في حرب فلسطين، مما أدى – حسب ادعاء الكاتب- لتكوين خصومات سياسيه مع اطراف عربية قامت بنشر هذه (الفريه) للنيل من الجيش العراقي والاضرار بسمعته.
وضّح الكاتب بشكل مباشر أن السبب في ضياع فلسطين وهزيمة عام 1948 كان قرار سياسي، يتحمل القاده السياسيين مسؤوليه هذه الهزيمه، وان جزء من القاده السياسيين العرب كان هدفه فعليا افتعال حرب قصيرة ثم اللجوء للمؤسسات الدوليه لانهاء الحرب.
تناول الكاتب الخلافات العربية وكيف ساهمت باضعاف الجيوش العربية.
عقد مقارنه بين الجيوش العربية مجتمعه والقوات الاسرائيليه ليظهر لنا:
- الجيوش العربية لم تكن مستعده لدخول حرب من اجل فلسطين وكانت الحكومات تسعى لارسال المتطوعين العرب فقط للدفاع عن فلسطين وليس الجيوش الرسمية.
- القوات اليهودية وعلى اختلاف مسمياتها كانت تحت قياده واحده، بينما تنوعت القيادات للجيوش العربية ولم تكن تحت قياده موحده.
- تفوق القوات اليهوديه على كل القوات العربية من حيث التسليح وأنواع السلاع وكمية الذخيره.
- تفوق القوات العربية وتحديدا المصريه من حيث الطيران.
- ورغم كل هذه المقارنه الا ان القوات العربية كانت تبلي بلاءا حسنا في الحرب الا أن الهدنة الأولى أعطت لليهود الفرصه للتفوق بالطيران والمعركة.
كانت الحكومه العراقيه ضد فكرة ضم فلسطين الى الأردن، وبان هذا الضم سيؤثر سلبا على العلاقات العربية العربية والحرب في فلسطين.
أورد الكتاب مجموعه من المراسلات والتقارير الهامه التي تم تناقلها بين القيادات السياسية والعسكرية خلال تلك الفترة الزمنية، وتشير هذه المراسلات الى مجموعه كبيرة من الحقائق والمعلومات المهمه.
أفرد الكاتب فصلا عن سعي الأردن لاستلام المناطق التي كان الجيش العراقي يسيطر عليها، وكيف قدّم اهل ومخاتير رام الله طلبا رسميا للجيش العراقي لتعيين حاكم عسكري عراقي لمنطقة رام الله وذلك لما وجدوه من حسن الإدارة والنزاهه وحب التعاون من الجيش العراقي.
تفاجؤ الجيوش العربية بالاتفاق بين الجيش المصري و"الإسرائيلي" على الدخول في مفاوضات هدنة دائمة.
ذكر الكاتب هذه العباره بهذا النص الصريح: (( لقد توقفت الجيش المصري في اسدود توقفا تاما ولم يحاول التقدم من هناك ولقد كان على الجيش المصري أن يقضي على القرى الصهيونية في الجنوب، وفي منطقة تقدمه لتامين خطوط مواصلاته ولكنه لم يفعل.))