"اسرائيل" ودورها في عرقلة التحول نحو الديمقراطية في العالم العربي
المقدمة
"اسرائيل"مشروع إستعماري زرع في قلب العالم العربي ليكون عامل تمزيق وتفتيت للعالم العربي، حيث سعى المشروع الصهيوني الى استمرار حالة الضعف العربي بما يضمن بقاء الاختلال في موازين القوى ويضمن بقاء المحيط لـ "اسرائيل" محيطا ضعيفا ومفككا، ولايملك مقومات القوة والنهضة.
و التحول للديمقراطية في الوطن العربي احد اهم العوامل المؤدية الى تحول العالم العربي الى قوة لا يستهان بها وتشكل تهديد حقيقي لبقاء دولة الاحتلال، فتغيير كثير من الانظمة العربية القائمة حاليا الى أنظمة ديمقراطية سيؤدي الى تغيير في النظرة والتعامل مع القضية الفلسطينية، ولن تقبل الانظمة المنبثقه من شعوبها بأقل من تحرير الارض والانسان واستعادة الحقوق المسلوبة في فلسطين.
لم يخفي قادة "اسرائيل" موقفهم من احداث الثورات العربية والديمقراطية، وتحدث رئيس اركان الجيش الاسرائيلي السابق أشكنازي في 10-فبرايل-2011 بوضوح عن ان الاستقرار في المنطقة العربية أهم لـ "اسرائيل" من الديمقراطية[1] ، لذا وجد الاحتلال نفسه أمام حالة من الارباك نتيجة الثورات العربية والتحركات السريعة في المحيط العربي لها.
وبالعودة الى موضوع الديمقراطية في العالم العربي،هل كان لـ "اسرائيل" دورحقيقي في تأخير بناء نظام عربي ديمقراطي ؟ ومن خلال هذه الاوراق سأحاول البحث عن اجابة لهذا السؤال من خلال المحاور التالية:
المحور الأول :الأهداف والمصالح الاسرائيلية في العالم العربي
المحور الثاني : "اسرائيل" وعرقلة الديمقراطية العربية
المحور الأول .. الأهداف والمصالح الإسرائيلية في العالم العربي
تلاقى الهدف من نشوء المشروع الصهيوني المسمى "اسرائيل" مع المشروع الاستعماري الغربي، والحاجه للسيطرة على المنطقة العربية، بالاضافة الى ايجاد دولة لليهود بحيث يتم من خلالها حل (المشكلة اليهودية) في العالم الغربي وروسيا، فجاءت "اسرائيل" ككيان وظيفي يلبي التطلعات لدى قوى الاستعمار بالاضافة الى الصهيونية.
قدم قادة الاحتلال انفسهم للغرب على انهم اصحاب مشروع حضاري، وانهم امتداد للرجل الابيض (الغرب) في منظقة تعاني من التخلف والرجعية ، وقد قال هيرتسل مؤسس المشروع الصهيوني : (( ان دولة يهودية في فلسطين او سوريا ستكون امتدادا للحضارة الغربية وحصنا ضد الهمجية الشرقية))[2] ، فيما اعلن ناحوم غولدمان احد قادة الصهيوينة : (( ان الدولة الصهيونية ستؤسس في فلسطين لان فلسطين هي ملتقى الطرق بين اوروبا واسيا وافريقيا ، ولأنها المركز الحقيقي للقوة السياسية العالمية والمركز الاستراتيجي للسيطرة على العالم)) اي ان "اسرائيل" ليست بحاجة لانتاج السلع والمواد الخام وانما ستنشأ لانها ستقدم شيئا ثمينا هو دورها الاستراتيجي الذي سيؤمن السيطرة الغربية.[3]
ولعل أهم وأبرز الأهداف والمصالح "الاسرائيليه" في النظام العربي هو ابقاء هذا النظام بحالة ضعف،واستمرار حالة اختلال الموازين لصالح "اسرائيل" ، وتلتزم امريكا بدعم عسكري واقتصادي وسياسي لـ "اسرائيل" بحيث تضمن هذا التفوق "الاسرائيلي" على العرب، وكذلك الدول الغربي التي تدور في فلك امريكا تسعى لابقاء اختلال الموازين لصالح "اسرائيل"، لكن ضمان بقاء القوة لصالح الاحتلال لاتقف عند الترسانه العسكرية والدعم السياسي، بل لابد أن يرافق ذلك تشجيع لحالة الانقسام في المنطقة العربية وتشجيع المزيد من التفتت والتشظي للكيانات العربية بحيث تبقي حالة من عدم الاستقرار في الدول العربية وتنشغل الأنظمة بمشاكلها الداخلية.
المفكر الصهيوني يحزقئيل درور تحدث في كتابه ستراتيجيا عظمى لاسرائيل في عام 1990 عن تقويض الكيانات العربية واسقاطها وتفتيتها، واثارة الحروب والنزاعات في مابينها، وتفتيت المجتمع العربي من الداخل عن طريق دعم الاقليات غير العربية وغير المسلمة[4] ، ويظهر ذلك بوضوح في عدة مشاهد وحالات في الوطن العربي ولعل دعم الاكراد في العراق والعلاقة الواضحه معهم، وكذلك موقف "اسرائيل" من انفصال جنوب السودان 2011.
كما سعت "اسرائيل" للوصول الى معاهدات تسويه بشكل منفرد مع الأنظمة العربية بحيث تحقق أكبر قدر من المصالح الاسرائيليه، وتعمد الى تحييد تلك الدول العربية بشكل فردي، وتحدث شرخ في العالم العربي، والأهم من ذلك الوصول الى حالة من الاستفراد بالفلسطينيين بعد عزلهم عن المحيط العربي، وفرض مشاريع تسوية مجحفة بحق الفلسطينيين، وانهاء القضية الفلسطينية حسب الرؤية الصهيونية، فحالة التفكك العربي الاسلامي ومعاهدات السلام تركت الفلسطينيين عمليا لوحدهم أمام الاحتلال الاسرائيلي.
المحور الثاني: "اسرائيل" وعرقلة الديمقراطية العربية
يقوم المشروع الصهيوني على أساس بقاء المحيط العربي ضعيفاً في كل جوانبه، السياسية والاقتصادية والاجتماعيه، ولعل نظام الحكم من أهم العوامل المؤثره في تلك الجوانب، وسأتناول هنا مجموعه من النقاط التي تشير الى دور اسرائيل سواء المباشر أو الغير مباشر في عرقلة مسيرة الديمقراطية في العالم العربي ، وسأقسم هذه النقاط الى مرحلتين، الأولى المرحلة التي سبقت الثورات العربية 2010، والمرحلة الثانية التي تلت ثورات العرب.
أولاً : قبل الثورات العربية2010
وتمتد هذه الفترة منذ قيام "اسرائيل" عام 1948 الى بداية الثورات العربية عام 2010.
1- الحفاظ على الانظمة العربية القطرية، وتقديم الانظمة العربية على انها تحافظ وتدافع عن الامة العربية، وان هذه الانظمة يجب الحفاظ عليها بحجة ان الخطوة الأولى امام الانظمة والدول العربية هو تحرير فلسطين والصمود امام "إسرائيل" ، لذا تم تأخير الحديث عن التوجه نحو الديمقراطيه في الوطن العربي ، وبرز الحديث عن التحرير والصمود والقبول بالاستبداد بدلا عن الاحتلال.
يكتب الدكتور برهان غليون متحدثا عن هذه النقطة : (فیما یتعلق بدور الصراع الوطني الذي فرضه وجود إسرائیل في عرقلة التوجھات الدیمقراطیة فھو مزدوج التأثیر، فمن الممكن أن یدفع ذلك إلى إخضاع جدول أعمال التحول الدیمقراطي لجدول أعمال الصراع والمواجھة، وبالتالي تأجیل البحث في مسألة السلطة ونمط ممارستھا حتى تحقیق التحریر، أو أن یشجع بالعكس على إدراج الدیمقراطیة كعنصر أساسي في إستراتیجیة المواجھة باعتبار أن ما تقدمھ الدیمقراطیة من إطار لحل النزاعات الداخلیة بالطرق السلمیة والقانونیة ھو شرط لا بد منھ لتحقیق الوحدة الوطنیة الحقیقیة في مواجھة العدو الخارجي. وقد أظھرت التجربة أن تأجیل الاستحقاقات السیاسیة بحجة تأمین شروط مواجھة الاستعمار أو العدوان لم تساعد على إزالة الاحتلال ولكنھا نقلت الأزمة إلى داخل المجتمعات العربیة ذاتھا التي شھدت حروباً داخلیة عدیدة في العقدین الماضیین. والواقع أن ھذه الأطروحة لا تفسر غیاب الدیمقراطیة بقدر ما تقدم مبررات لتغییبھا، وبعكس ذلك فإن تحقیق التحولات الدیمقراطیة السیاسیة -أي تغییر نظام ممارسة السلطة من حیث الغایات والمبادئ والقواعد- یشكل رافعة للانتصارات الوطنیة.) [5]
2- تقوية الجيوش العربية تحت ذريعة حماية الدول العربية من "إسرائيل" والسعي لتحرير فلسطين، فعكفت الأنظمة العربية على اعطاء الجيوش العربي أهمية كبرى من حيث التجهيز والاعداد ،بالاضافة الى إعطاء الجيوش عمق شعبوي واجتماعي، ومع الأيام بدأت الجيوش العربية تتوسع في صلاحياتها حتى أصبحت القوة الاولى في الدول والمتحكم الاساسي في مسيرة التغيير السياسي في معظم الدول العربية ، وكثرت حالات الانقلابات العسكرية والسيطرة على الحكم مباشرة من قبل العسكر ، حتى تكاد جل الانظمة العربية يحكمها عسكريون .
3- ادعاء "إسرائيل " أنها واحة الديمقراطية، وقد عبَر بنيامين نتنياهو في مناسبات عدة عن هذه القناعة ، حيث تبجح بان "اسرائيل"واحة أو جزيرة الاستقرار والديمقراطية وسط بحر من الطغيان والاستبداد، لذا إن أكثر ما تخشاه "اسرائيل" هو أن تفرز الثورات العربية أنظمة ديمقراطية تحطم مقولة "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط"، التي يتغنى بها قادة "اسرائيل".[6]
ولعل توقف الثورات العربية –بالمعظم – عند اسقاطها الأنظمة القائمة وتشكل إما أنظمة جديده أو إمتداد للنظام السابق لكن بوجوه أخرى، إلا أن هذه الثورات حتى الان لم تتمكن من إقامة نظام ديمقراطي حقيقي ،وبالتالي تستعلي "اسرائيل"على محيطها العربي بحجة واحة الديمقراطية ،أو كما وصفها يهود براك "نحن فيلا في غابة ،فاسرائيل لا تعيش في غرب اوروبا أو شمال امريكا، إنما في محيط صعب" [7] ، وقد استغلت "اسرائيل"هذا المفهوم في خطابها الاعلامي عند الحديث عن المحيط العربي ومقدار ما تعانيه "اسرائيل" من كونها بين هذه الدول، بل وصل بهم الحد رفض أي اتهام لهم بقمع أو قتل الفلسطينيين وخاصة في حروبها على غزة ، مستهينة بجرائمها مقابل جرائم الأنظمة العربية بحق شعوبها.
ادعاء "اسرائيل"انها الديمقراطية الوحيده في المنطقة هي ايضا رسالة الى العالم الغربي وامريكا بأن "اسرائيل"تنتمي للعالم المتحضر، وأنها الأقرب للغرب وأمريكا وبذلك الاولى بالرعاية والحماية، وبأن العرب لايفهمون سوى منطق القوة .
وقد افرد الكاتب إيلان بابيه في كتابه ( عشر خرافات عن "اسرائيل" ) فصلا فنَد فيه الادعاء بأن "اسرائيل" هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وعدد مجموعة من الامثلة التي تؤكد أن "اسرائيل" نموذج للارهاب والاعتداء على حقوق الفلسطينيين، بالاضافة الى مجموعة المجازر الصهيونيه بحق الفلسطينيين، كذلك تعامل "اسرائيل" الغير ديمقراطي مع فلسطينيي الـ1948.
ثانياً : بعد الثورات العربية 2010
ظهر بوضوح الارتباك الشديد في الموقف الاسرائيلي مع بدايات الثورات العربية عام 2010، خاصة أن الثورة بدأت في تونس ، وعلى اعتبار أن تونس بعيده ولا تشكل أهمية لدى صانع القرار في "إسرائيل" ، ولكن بعد أن انتقلت الشرارة الى مصر بكل ما تحمله هذه الدولة من أهمية استراتيجيه لاسرائيل ،بدأت المؤسستين السياسية والعسكرية ومراكز الأبحاث والمؤسسات الاكاديمية بمتابعة ورصد التطورات والتغيرات التي أحدثتها الثورات العربية ، و ظهرت عدة آراء حول تأثير الثورات العربية على "إسرائيل" ، فهناك من اعتقد بوجود مخاطر حقيقية أمنية للثورات العربية على "إسرائيل" ، فيما اعتقد التوجه الثاني بأنه لا شيء جوهري على الصعيد الأمني سيتغير،أما الاتجاه الثالث فأكد وجود هذه المخاطر الأمنية، لكنه يستبعد أن تظهر آثارها على المدى القريب.
وعلى الرغم من حالة الضعف للانظمة العربية وقبولها الفعلي لوجود "اسرائيل" إلا أن قضية فلسطين لاتزال حاضرة بعمق في الوجدان العربي والاسلامي، وهذا أعطى مؤشر خطير لـ "اسرائيل" من ما قد تحققه الثورات العربية.
1- خشية "إسرائيل" من : ماذا بعد الثورات العربية؟
لقد وصفت التحليلات السياسية الإسرائيلية ما يحدث في العواصم العربية، بأنها "مأساة" ستحل بهم نتيجة تغيير أنظمة الحكم فيها، ما يعني ترجيح عودة العلاقات الثنائية لما كانت عليه قبل عدوان عام 1967، ويطرح تخوفاً إسرائيلياً كبيراً، لاسيما بالنظر لتبعاته بعيدة المدى، حين تتوجه الشعوب العربية لصناديق الاقتراع، وانتخابها للقوى المعادية لـ"إسرائيل".[8]
تخشى "إسرائيل" من إقامة نظام ديمقراطي عربي يسمح للشعوب أن تختار ممثليها ومن يحكمها،مما يؤدي الى حدوث التحول التدريجي للدول العربية، لتصبح دولة إقليمية قوية، مما يضع "إسرائيل" في مواجهة محيط عربي قوي رافض لوجودها في المنطقة.
كما ان أهم ما تخشاه "إسرائيل" أن تأتي الثورات بالإسلاميين إلى السلطة، لأنه يشكل تحدياً استراتيجياً كبيراً لها، فضلاً عن التخويف والتهويل من مخاطر إجراء انتخابات حرة، خشية من تكرار نموذج فوز حماس، مما سيكون له تأثيرات سلبية بالغة الأهمية على وضعها الإقليمي، ومن الممكن على المدى البعيد تعرض اتفاقيتي السلام مع مصر والأردن للخطر، وهذا التحدي الأكبر الإستراتيجي بعد دعم الولايات المتحدة. [9]
تبدو دوائر صنع القرار الإسرائيلي على قناعة بأن الحركات الإسلامية ستعمل جاهدة على "إحلال الفراغ" الذي نشأ بعد سقوط عدد من الأنظمة العربية، مما يدفع بضرورة انشغالها بإعداد ما وصفتها بـ"خطة مارشال لوقف المد الإسلامي" في المنطقة العربية، على غرار نموذج الخطة الأمريكية التي جعلت أوروبا تتعافى بعد الحرب العالمية الثانية، ويتم تسويقها الآن لمنع الحركات الإسلامية من "السيطرة" على الشرق الأوسط، وتتضمن البنود التالية:
1. ترسيخ الديمقراطية في المنطقة،
2. إنشاء صندوق دولي لتشجيع المتغيرات الديمقراطية،
3. إنعاش النمو الاقتصادي في الدول العربية.[10]
2- حاجة الانظمة العربية لـ "اسرائيل" لتثبيت انظمتها
بعد موجة الثورات في عدد من الدول العربية بدأت بعض الانظمة العربية تسعى بكل الادوات المتاحه كي تحافظ على بقائها وبقاء انظمتها ، ومن بين هذه الانظمة من وجد ان الطريق لثبات حكمه هو بالقرب من "إسرائيل" وبالتالي بدأنا نشاهد وبشكل علني عمليات التطبيع مع الاحتلال ، بالاضافه الى ما ينشر من تصريحات متتاليه عن تغير النظرة للصراع العربي الاسرائيلي ، والتوجه نحو عدو واحد الا وهو ايران ، وكأن "إسرائيل" باتت حليف للعرب في وجه ايران .
كذلك لايخفى على هذه الانظمة دور "إسرائيل" في التأثير على القرار الامريكي ، وبالتالي تدرك هذه الانظمه ان الطريق الى واشنطن تمر عبر تل ابيب ، وبالتالي العلاقات الطيبة مع "إسرائيل" رسالة ايجابية امام واشنطن لدعم بقاء هذه الانظمة "المعتدلة" .
3- حفاظ "اسرائيل" على انظمة ( الاعتدال ) حتى لو كانت لا ديمقراطيه.
إذ ترى "اسرائيل" عنصر أمان لوجودها مع انظمة عربية (( معتدلة)) تتبع منظومة الهيمنة الامريكية-الغربية، وليس لدى "اسرائيل" مشكلة اذا كانت هذه الانظمة دكتاوتورية او فاسدة ، المهم أن تكون أنظمة مستقرة تستطيع اسكات شعوبها،[11]كما وجدت "اسرائيل" بالانظمة العربية (المعتدلة) طريقا لافراغ القوة العسكرية العربية من مضمونها، وتحويلها الى قوة شرطية هدفها حماية النظام، ومن هذا المنطلق دعمت "اسرائيل" حكم العسكر في عدد من الدول العربية ورفضت أي عملية تغيير ديمقراطي تفرز خلاف ذلك، ويمكن اثبات ذلك بوضوح من موقف "اسرائيل" من إسقاط نظام حسني مبارك في مصر،والتصريحات "الاسرائيليه" كانت تبدي دعم وتأييد قوي لبقاء نظام مبارك في مصر.
الانظمة الدكتاتورية العربية لا تستند الى قاعدة شعبية ، لكن وجدت "اسرائيل" بهم حليف- وإن كان غير معلن – لمنع بروز ونجاح الحركات الوطنية والشعبية في الوطن العربي، والتي عادة ما تكون ضد وجود "اسرائيل"، والحديث في الفترة الأخيره عن تشكيل ( ناتو) جديد في الشرق الأوسط بدعم وتوجيه أمريكي، يضم "اسرائيل" مع مجموعه من الدول العربية المعروفه بأنها دول غير ديمقراطية ولا تحقق حرية لشعوبها
الخاتمة
يغيب عن نظريات التغيير السياسي والانتقال الى الديمقراطية العوامل الخارجيه ودورها سواء في التحول للديمقراطية أوعدم تحقق الديمقراطية، لانستطيع أن ننكر الدور الهام والحساس للعوامل الداخلية ودورها في التغيير، لكن لا يمكن أيضا اغفال الدور والعوامل الخارجيه خاصة بعد ظهور أمثلة تبرز هذا الدور، كدعم أمريكا والغرب لانظمة وقفت في وجه الشيوعية رغم أنها أنظمة قمعية دكتاتوريه، كذلك التدخل الخارجي في الحالة السورية والليبيه واليمنية بعد الثورات العربية2010.
كان للعامل الخارجي دور منذ نشأة الدول العربية القطرية بعد الاستعمار الغربي، فقد تم تمزيق الدولة العثمانية الى مجموعه دول صغيره كان للاستعمار دور هام في رسم حدودها عبر سايكس بيكو،وتواصل هذا العامل الخارجي ليطال أنظمة الحكم التي قادت الدول العربية بعد "الانعتاق"من الاستعمار.
لكن لا نغفل عن مجموعة عوامل أخرى عملت على إعاقة التحول نحو الديمقراطيه في العالم العربي كضعف الدولة العربية القطرية رغم تضخم الاجهزة والمؤسسات فيها، كذلك غلبة العلاقة المتوترة والمتأزمة بين الدولة والمجتمع،وانتشار الفساد الاداري والسياسي وتغلغل الدولة العميقة والبيروقراطية الدائمة في اجهزة الدولة الرئيسيه، إن إحدى المشاكل المهمة أن الدولة لم تنشأ في حضن الأمة بل نشأت على انقاضها.
لا يمكن اغفال دور العوامل الخارجية في الحالة العربية والديمقراطية،ولعل وجود "اسرائيل" من أهم العوامل الخارجية المؤثره في مسيرة الديمقراطية في العالم العربي، ولعلها أحد التفسيرات التي يمكن اللجوء لها لتفسير الحالة العربية التي لم تلاقي نجاحا في التحول نحو الديمقراطية.
المراجع
أولاً : الكتب
1- مجموعة مؤلفين ، التداعيات الجيوستراتيجيه للثورات العربية،المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات، لبنان،2014
2- يسري خيزران،رؤية اسرائيلية للثورات الغربية،المركز العربي للدراسات الاجتماعيه التطبيقيه،فلسطين،2014
3- سلمان بونعمان،اسئلة دولة الربيع العربي،مركز نماء للبحوث والدراسات،لبنان،2013
4- احمد نوفل ،دوراسرائيل في تفتيت الوطن العربي،مركز الزيتونة للدراسات،لبنان،2010
5- إيلان بابيه،عشر خرافات عن اسرائيل،المؤسسة العربية للدراسات والنشر،لبنان2018
ثانياً: المقالات
- برهان غليون،معوقات الديمقراطية في الوطن العربي.الجزيرة نت
- عدنان ابوعامر، السلوك الاسرائيلي ازاء الثورات العربية، على الرابط http://adnanabuamer.com/post/134/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%A5%D8%B2%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9
- عبد الفتاح ماضي،العوامل الخارجية والثورات العربية، مجلة سياسات عربية،2019
فلسطين
2022م
[1] مجموعة مؤلفين،التداعيات الجيوستراتيجية للثورات العربية،المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات،لبنان،2014
[2]احمد نوفل،دور اسرائيل في تفتيت الوطن العربي،مركز الزيتونة،لبنان،2010
[3] مجموعة مؤلفين،التداعيات الجيوستراتيجية للثورات العربية،المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات،لبنان،2014
[4] نوفل، ص59-60
[5]برهان غليون،معوقات الديمقراطية في الوطن العربي،
[6]يسري خيزران،رؤية اسرائيليه للثورات العربية،مركزمدى الكرمل،2014
[7] المصدر السابق
[8]عدنان ابوعامر،السلوك الاسرائيلي ازاء الثورات العربية
[9]د."بارون فريدمان"، ": الربيع الإسلامي ودور الشيعة فيالمرحلةالمقبلة، http://www.albayan.co.uk/article.aspx?ID=1674
[10] البروفيسور "عوزي رابي"، رئيس دائرة دراسات الشرق الأوسط ومركز ديان في جامعة تل أبيب: رؤية اسرائيلية لأحداث الربيع العربي، على الرابط التالي: http://www.shabab-ta7rer.com/ar/index.php?act=post&id=1011
[11] مجموعة مؤلفين،التداعيات الجيوستراتيجية للثورات العربية،المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات،لبنان،2014