وأد الفجر
التجهيل و الاستبداد والتفقير ثلاث اضلاع لمثلث تستغله الأنظمة وقوى الظلم من اجل تأخير عودة النظام الإسلامي.
فمن باب التجهيل بات من المعتاد سماع فكرة (( تغيير المناهج )) ، ونلاحظ بوضوح إفقاد التعليم قيمته ومكانته ، وكذل التضييق على المعلمين ووضع العراقيل المعيشيه امامهم لتضيع جهودهم وتتشتت افكارهم .
اما الاستبداد فقد تعددت اشكاله وادواته لكن يبقى الخاسر الاول من كل اشكال الاستبداد المسلمين في كل بقاع الارض .
بالرغم من الكم الهائل من الاكتشافات والاختراعات المادية في العالم الا ان هناك فقدان للجانب الروحي ، وتغليب للجانب المادي ، فقد شبعت بعض البطون لكن لم تشبع الارواح ، والعالم الحالي يعي حالة الفشل التي وصل اليها ، الفشل في كل الانظمة التي قدمت كحل للانسانية، فقد تنقلت افكارهم من علمانية لشيوعيه لراسماليه للادينية ، لكن فشلت كل التجارب السابقة ، وتحتاج البشريه لفكرة ومشروع جديد ينهض بها ، الا ان قوى الظلم تسعى جاهده لعدم افساح المجال لأي تجربة اسلامية حقيقية ، لانها تعي ان هذه التجربة تحمل الخير والخلاص للبشري .
بل يسعى الاعداء لتشويه فكرة الدولة الاسلامية في نظر المسلمين وغيرهم ، فاختيار اسم ( الدولة الاسلامية ) لداعش لم يكن على سبيل الصدفه او دونما قصد ، بل هناك قصد ومعنى لاختيار هذا الاسم ، فقد غدت الدولة الاسلاميه في نظر المسلمين وغيرهم هي دولة للقتل والذبح والسبي والتخلف وتدمير الحضارات، لذا اصبحت الدولة الاسلامية عدو لكل حضارة بل عدو للانسانيه جمعاء.
وكذلك تجولت الدولة الاسلامية في نظر المسلمين الى دولة للظلم والسرقة وضياع الحقوق ، وبالتالي لم تعد حلما للمسلمين بل غدت كابوس ثقيل جدا عليهم .
ان حقيقة المسلم غير واضحة امام الاخرين ، بل واصبحت الصورة المنقولة عن المسلم والاسلام مشوهة ومبتورة ، وجزء من هذا التشويه مسؤول عنه المسلم نفسه ، وجزء اخر مسؤول عنه الاعداء ، اما الجزء المسؤول عنه المسلم نفسه ، فله عدة اسباب منها :
أ) التقليد الاعمى الذي مارسه بعض المسلمين للغرب ظنا منهم انهم بهذا التقليد ينالون الحضارة والرقي والتقدم ، لكنهم بهذا التقليد الاعمى خسروا شخصيتهم المستقله ، ولم يتقنوا الشخصية الغربية.
ب) التشويه المتعمد للمسلمين من خلال الاعلام والسينما والروايات ، حتى اصبح مهاجمة الاسلام هو السبيل للوصول الى الشهرة والمكانة الرفيعه .
ت) التشويه الذي يتعرض له المسلمين بواسطه المسلمين انفسهم ، منةخلال الاعمال التي لايقبلها الاسلام اصلا ولكن تنفذ باسم الاسلام.
مهما حاول الأعداء وأد الفجر وتأخيره الا انه قادم وان كان ببطء، لكن لهذا البطء فائدة بأن يرسخ في عقل الجميع بان لا حل الا بهذا الفجر ، كما ان هذا البطء يجعل النظام الاسلامي القادم اكثر ثباتا واوسع من ان يكون تحت سيطرتهم .
لابد ان يعيد ثقة المسلمين بقدراتهم ، وبقدرة النظام الاسلامي ان يدير شؤون حياتهم بل وشؤون حياة البشرية جمعاء.
يجب ان يعي الجميع ان الاسلام ليس مظاهر واشكال ، انما هو مشروع شامل متكامل ، ومطلوب من الجميع عدم التباكي على الماضي ، أو على حالنا الحاضر ، فهذا التباكي لن يضيف لنا شيئا ، بل المطلوب أن نجد البلسم الشافي المناسب للجراح المتراكمة في جسد أمتنا .
إن محاولات وأد الفجر عسكريا وسياسيا واعلاميا لن تستطيع ان تنجح في هذا ، لان المشروع الاسلامي يحمل في جنباته كل مقومات البقاء والنهوض من جديد.