القدس ووحدة الساحات
بقلم ثامر سباعنه– مركز الميدان للدراسات والأبحاث
قبل أيام خرج للاعلام مشاهد القمع داخل المسجد الأقصى المبارك، وظهر مقدار كبير من البطش والقوة المستخدمة من قبل جيش الاحتلال بحق المعتكفين في الأقصى، ولعل الاحتلال تعمد اخراج المشهد بهذا القدر من البطش والقوة ليرسل برسالة للمعتكفين والمرابطين أن هذا النهج هو الذي سيلجأ له الاحتلال من أجل فرض سياسة الأمر الواقع على الأقصى وتحقيق نقاط في موضوع التقسيم الزماني والمكاني للاقصى.
لكن لهذا المشهد الخارج من الأقصى آثار لم يتوقعها الاحتلال، أو على الأقل لم يتوقع أن تكون بهذه القوه وهذا التوسع في الرد، فخلال ساعات اشتعلت مجموعة من الساحات لتضرب كيان الاحتلال.
الحدود اللبنانية الفلسطينية بادرت بمجموعه من الصواريخ التي فاجأت وأربكت الاحتلال، لتُضاف الى حدث مجدو قبل أسابيع والذي للآن لم يعترف الاحتلال بكل تفاصيله.
وتحركت المقاومة في قطاع غزة بمجموعه من الرشقات الصاروخيه في جنوب فلسطين، لتضاف لها ساحة الجولان، إضافه للمقاومة في الضفة الغربية ومدن الداخل الفلسطيني المحتل.
ترابطت الساحات وتوحدت وأعلنت بشكل واضح أن الأقصى ومدينة القدس خط أحمر وأي اعتداء عليه هو اعتداء على هذه الجبهات.
القدس استطاعت من جديد أن تكون موحدة الأمة والبوصلة الحقيقية لها، وبالفعل كانت صفعه قوية للاحتلال فاربكت اجراءاته وبعثرت أوراقه، وجعلت الاحتلال يعيد حساباته من جديد، بل ظهر بشكل واضح تردد الاحتلال في شكل الرد على هذه الضربات.
استطاعت المقاومة إدارة الموضوع بشكل جيد، واختارت توقيت مناسب لهذه الضربات التي جاءت من عدة جبهات وبشكل يثبت أنها منسقه ومتفق عليها، فقد جاءت هذه في ظل ما تعانيه الحكومه "الاسرائيليه" من تظاهرات واحتجاجات داخليه "اسرائيليه" اضافه الى أنها جاءت بعد ما تعرض له المعتكفين في الأقصى، وأيضا في ظل وضع عالمي مرتبك على إثر الحرب الروسيه الاوكرانيه.
قوة الردع "الإسرائيلي" :
كثر الحديث في الاعلام "الإسرائيلي" في الأيام الاخيره عن ضعف ما يسميه الاحتلال قوة الردع الإسرائيلي، في رساله واضحه عن ضعف رد حكومة نتنياهو على الضربات التي تلقتها "إسرائيل" من عدة جبهات، ولعل هذا الضغط السياسي والإعلامي حول ضعف الرد سيدفع الحكومة "الاسرائيليه" لتوجيه ضربه أو عدة ضربات انتقامية لاعادة الهيبه لهذه الحكومة وللدفاع عن قوة الردع التي يتغنى به الاحتلال، وقد يستهدف الاحتلال شخصيات في المقاومه ليظهر بصورة المنتصر أمام الشارع "الإسرائيلي" المنتقد لاداء هذه الحكومة.