النشيد الإسلامي والقضية الفلسطينية
بقلم: ثامر سباعنه
مركز الميدان للدراسات والاستشارات
تلعب الأغنية الوطنية والنشيد الهادف الملتزم دورا مهما في تشكيل الوعي الوطني للشعوب والأمم، وتعتبر من المكونات الثقافيه للشعوب، كما تساهم في نقل تصورات الحركات الاجتماعية العقده الى عامة الناس بطريقه اقل تعقيدا،و ترتبط الأغنية الوطنية ارتباطًا وثيقًا بظهور مفهوم الوطن والقومية. وهو بهذا الشكل تطور حديث يرتبط بتكوين الدولة الوطنية، وضرورة صنع مخيلات قومية يلعب التعليم والأغنية والموسيقى والأدب أهم عوامل ترسيخها في الوجدان الشعبي.
القضيه الفلسطينية بالاغنية الوطنية:
دخلت الاغنية والنشيد الوطني الى القضيه الفلسطينية فعملت على تعبئة الشعب الفلسطيني وتحريضه ضد الاحتلال الإسرائيلي على مدار تاريخه، وكان النضال بالأغنية والفن لا يقل عن النضال بالسلاح ليساهم في تشكيل الوعي لدى الفلسطينيينن، وأصبحت هذه الأغنية بعد أن كانت تخاطب الشعب الفلسطيني فقط بداية الاحتلال منتصف القرن الماضي تخاطب كل العالم ورسالة لكل الشعوب وأحرار العالم.. واستحالت بفعل العلاقة القائمة بين الفنان وواقعه أولا، ثم بفعل الاحتلال إلى أن تكون واحدة من علامات الهوية الفلسطينية.
الأغنية الوطنية كان لها دور كبير منذ بداية الثورة، حيث حملت رسالة تعزيز الوعي الجماهيري، وتعزيز نفسية المقاتلين في الثغور المختلفة، وكانت دائمًا تحاول أن تعيد البوصلة، وتؤكد الانتماء إلى الوطن.
ويعج الفلكلور الشعبي الفلسطيني بكم هائل من الإبداعات الشعرية والحرفية وأساليب التعبير المختلفة، وأساليب العيش واللباس وألوان الدبكات والرقصات والعادات والتقاليد، ليعطي عبر هذا المخزون العريق الصورة الواضحة التي تقف سدًا منيعًا في وجه الغزو الإحلالي الذي يحاول طمس تاريخ الشعب الفلسطيني، وسرقة كل الأدلة التاريخية التي تدل على الحق الفلسطيني لينسبها إلى قلة منبوذة غازية ململمة من كافة أنحاء العالم، ليخلق لها تاريخًا مزيفًا يستطيع بموجبه زراعتها في أرض غريبة عنها، ليجعل لها ارتباطًا بيئيًا تستطيع الاعتماد عليه للانتشار في كافة أوصال الطن العربي والإسلامي.فالفلكلور الفلسطيني يشكل أحد دعائم الثقافة الوطنية، فنحن في فلسطين معنيون أكثر من غيرنا بالحفاظ عليه وتدوينه ودراسته وتحليله ونشره؛ لأن التجزئة والعولمة والتغريب تعد عواصف تلعب دوراً نشيطاً في طمس الشخصية الوطنية الفلسطينية ومحوها.كما تنبع الخصوصية الفلسطينية في الحفاظ على التراث من ما تتعرض له فلسطين من تهويد طال كل جوانب الحياة؛ فتعرضت أسماء الأماكن والشوارع للتحريف، واللغة للتغيير، والزي الشعبي للسرقة، والأماكن الدينية التاريخية للهدم والتخريب... وغير ذلك الكثير[1].
النشيد الإسلامي وفلسطين:
منذ ظهور الحركات الإسلامية وتحديدا الاخوان المسلمين برز مفهوم النشيد الإسلامي، وبرز استخدام هذا الأسلوب من النشيد في القضايا المختلفه، وكانت فلسطين احد اهم اركان النشيد الإسلامي فظهرت الالاف من الأناشيد التي تناولت فلسطين وقضيتها، ومع ظهور الكتله الإسلامية في الجامعات الفلسطينية وتبعها انطلاق حركة المقاومة الإسلامية حماس زاد الاهتمام بالنشيد الإسلامي وبرزت مكانته اكثر واكثر، حتى ان الجامعات الفلسطينية كانت تُنظم مهرجانات للنشيد الإسلامي ( مهرجان النشيد الإسلامي في جامعة النجاح).
دور النشيد الإسلامي:
لقد لعب النشيد الإسلامي مجموعه من الأدوار ولعل أهمها:
دور التعبئة ضد الاحتلال "الإسرائيلي لفلسطين وخلق حالة رفض وتحدي لهذا الاحتلال
يساهم النشيد الإسلامي بكلماته بالتنشئه السياسيه عند الحركات الاسلاميه في فلسطين
تقوية الروح الدينية وغرس الفضائل الدينية والوطنية
الانشوده تأريخ وتوثيق للفعل المقاوم في فلسطين .
وسيله لايصال أفكار الحركات الإسلامية بطريقه سهله مقبوله.
الأمور التي تناولها النشيد الإسلامي لفلسطين:
تناول النشيد الإسلامي مجموعه من الثوابت وأركان القضية الفلسطينية مثل:
أولا- قضية القدس والمسجد الأقصى
ثانيا- الشهداء
ثالثا- الاسرى في سجون الاحتلال
رابعا- الجرحى والمصابين
خامسا- قضية اللاجئين وحق العوده
سادسا- تمجيد المقاومة