"الحرس الوطني الاسرائيلي " ..الابتزاز المفتوح
عندما تشكلت الحكومة الصهيونية الحالية، ، تشكلت بمجملها من طرفين.
الطرف الأول -: متعطش لكرسي الحكم ، مستعد لدفع أي ثمن مقابله حتى لو كان الثمن الدولة ذاتها، هو طرف تلاحقه ملفات فساد عدیدة ، يبذل قصارى جهده للتخلص منها ، والنجاة من دخول السجن أسوة برئيس حكومة الاحتلال الاسبق إيهود اولمرت ...
هذا الطرف " نتنياهو " بهذه الحالة وصفة مناسبة جداً لكل أشكال الابتزاز.
في الطرف الثاني بيمين غاية فى التطرف ، يحمل فكراً وأجندات واضحة ، قضى حياته على الأقل اليمين السياسي في صفوف الخطر والملاحقة ، أو على الأقل في صفوف المعارضة . ثم فجأة أصبح في سدة الحكم، فأدرك أنها فرصة تاريخية قد لا تتكرر لينفذ من خلالها أجنداته، ويؤسس لبقائه في الحكم طويلاً.
مع هذه التشكيلة نشأت علاقة الابتزاز، ورغم أن نتنياهو هو ثعلب السياسة الأسرائيلية الحالية، وصاحب الخبرة الأطول في الحكم، إلا أن شريكه أدرك نقطة ضعفه فاستغلها .. ولا زال.
بدأت ملامح الابتزاز منذ بدء الحوارات التي أدت الى تشکیل الائتلاف الحكومي، فقد اضطر نتنياهو الى التنازل عن وزارات سيادية كوزارة المالية ، وإعطاء صلاحيات موسعة لوزارات أخرى بل تغيير اسمها كوزارة الأمن الداخلي التي أصبحت وزارة الأمن القومي ، تم اضطر الى إغضاب عدد من زملائه في الحزب، وإقصاء بعضهم ، ومن ثم الدخول في عملية "مراضاة" طويلة تركت خلفها أثراً .
واستمر المسلسل مع كل أزمة دخلتها الحكومة ، ومع كل قرار يريد أن يتخذه نتنياهو، وفي كل مرة كان يغلب الانصياع للابتزاز على حساب مصالح حزبة ، بل على حساب الدولة الصهيونية في بعض الأحيان. فاذا اختلف سموترتش (وزير المالية المتطرف) مع غالانت
(وزير الحرب الليكودي) ناصر نتنياهو سموترتش ، وإذا اختلف بن غفير مع (قائد الشرطة) شفتاي وقف نتنياهو إلى جانب بن غفير .. وهكذا . مع تكرار المشهد ازدادت شهية اليمين المتطرف وجشعه للحصول على المزيد ، فأصبح يفتعل المشاكل والمواقف المتشددة حتى يحصل من خلالها على إنجازات داخلية .. كانت الجولة الاخيرة عندما نزل الجمهور الصهيوني الى الشوارع ، وتعطلت "الدولة " احتجاجاً على ما يسمى بالاصلاحات القضائية، وقرر نتنياهو الانحناء المؤقت للعاصفة.
جاءت الفرصة بين غفير رغم إدراكه بصوابية موقف نتنياهو، وهدد بفرط عقد الحكومة، ودخل في حالة تفاوضيه مع تتنياهو انتهت الى احتكاره لادارة الجهاز الأمني الجديد "المقترح " المسمى الحرس الوطني ، بحيث يؤسسه ويرفع بناءه على العقيدة التي يريدها الأمر الذي ادخل نتنياهو في خلاف داخلي جديد مع الشرطة والجيش والشاباك الذين يخالفون هذا الإجراء.
بعد كل هذا الابتزاز، إلى أين نتجه الأمور..؟؟!
يبدو أنها تتجه الى مزيد من الابتزاز، فمن ناحيه : استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع في شعبة الائتلاف الحكومي وخصوصاً نتنياهو الأمر الذي لا يعطيه الاستعداد والجهوزية لخوض انتخابات جديدة. ومن ناحية ثانية لا زال هناك ملفات عالقة، وعُقَد أخرى تستجد، ووجهات نظر تتباين ...
على سبيل المثال لا الحصر : العلاقة مع الولايات المتحدة متوترة، وبايدن يضغط على نتنياهو فى نقاط محددة، وفي الوقت الذي سيستجيب نتنياهو لضغوط بايدن سيضطر لتقديم تنازلات لشركائه في اليمين المتطرف.
وهكذا تمضي العجلة ويتكرر المشهد
من سيدفع ثمن كل هذا الابتزاز ؟؟!