جولة بايدن في الشرق الأوسط.. الأسباب والتوقعات
من المفترض أن يقوم الرئيس الامريكي جوبايدن بزيارة للشرق الأوسط في الفترة ما بين 13 – 16 تموز/يوليو من العام الحالي 2022م.
و حسب المُعلن ستشمل الزيارة على زيارة للأراضي الفلسطينية المحتلة والسعودية، وغالباً سيجتمع مع قادة دول الخليج العربي إضافة لقادة مصر والاردن والعراق.
التوقيت:
يأتي توقيت الزيارة في ظل مجموعة من التغيرات والأحداث التي تجري في المنطقة والعالم، ومن أهم هذه الأحداث:
- الحرب الروسية – الاوكرانية وما يرافقها من تحالفات وبحث عن شركاء وتشكيل محاور، وبلا شك تسعى الولايات المتحده لتقوية حلفها المعادي لروسيا.
- مفاوضات الاتفاق النووي مع ايران.
- الصين وتنامي قوتها وحضورها في الشرق الاوسط.
الأسباب:
هناك مجموعة من الأسباب التي دفعت بايدن لتنظيم هذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات، اذكر منها:
ارتفاع أسعار النفط :
وذلك بسبب الحرب الروسية الاوكرانية وسعي أمريكا للحفاظ على أسعار نفط مناسبة لها، لذا من المؤكد أن يكون هذا الملف أحد الملفات المطروحة في قمة بايدن مع قادة دول الخليج.
التطبيع الخليجي-الإسرائيلي: التي كانت أطلقتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، تحت عنوان "اتفاقات أبراهام". وفي إشارة إلى ذلك، ستقلع الطائرة التي ستقلّ بايدن من تل أبيب إلى جدة مباشرة, وهي الطريق نفسها التي سلكها ترامب عام 2017 حينما أقلعت طائرته من الرياض إلى تل أبيب مباشرة بعد حضوره القمة "العربية – الإسلامية – الأميركية".
الملف الايراني: سيكون ملف تعثّر المفاوضات النووية مع إيران وتسريع الأخيرة مستويات تخصيب اليورانيوم من الموضوعات المهمة أيضًا على أجندة بايدن في إسرائيل والسعودية. وتسعى إدارته إلى تحقيق هدفين هنا: الأول، الضغط على إسرائيل، التي تحظى بدعم ضمني من بعض الدول الخليجية، وتحديدًا الإمارات والبحرين، لتجنّب القيام بما قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية في المنطقة، إذ أشارت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرًا إلى أن تل أبيب نشرت منظومة رادارات في الإمارات والبحرين. والثاني، تنسيق المواقف مع إسرائيل وبعض الأطراف الخليجية في طريقة التعامل مع إيران، سواء تم التوصل إلى اتفاق نووي معها أم لا، وذلك حتى لا تتكرر تجربة اتفاق عام 2015 الذي حاولت إسرائيل إفشاله، ولم تكن السعودية والإمارات والبحرين راضية عنه
وعلى الصعيد الفلسطيني – الإسرائيلي، يزعم مسؤولون في إدارة بايدن أن زيارته ستكون فرصة لمحاولة استعادة دور أميركي أكثر توازنًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومناسبة لإعادة التأكيد على تأييد حل الدولتين. بعد أن شهد الموقف الأميركي انحيازًا غير مسبوق لصالح إسرائيل في عهد ترامب، علمًا أن إدارة بايدن أضاعت وقتًا ثمينًا في الرهان على الحكومة الإسرائيلية الجديدة لمجرد أنها ليست حكومة بنيامين نتنياهو، مع أن رئيسها، نفتالي بينيت، لا يقل سوءًا، إن لم يكن أسوأ من نتنياهو، في كل ما يتعلق بقضية فلسطين، ولم تُبدِ إدارة بايدن اهتمامًا حقيقيًا بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على مدى عام ونصف العام من وجودها في السلطة، ولم تبذل جهدًا فعليًا لوقف انتهاكات إسرائيل في حق الفلسطينيين، ووقف عمليات الاستيطان وهدم البيوت في الضفة الغربية، بما في ذلك في القدس الشرقية، واستمرار الحصار على قطاع غزة.
التوقعات:
من المتوقع أن يشكل بايدن تحالفًا دفاعيًا إقليميًا في مؤتمر سيعقد في مدينة جدة في السعودية، ستحضره الولايات المتحدة ومجموعة من الدول العربية (جميع دول الخليج والمملكة العربية السعودية مصر والأردن والعراق). ولن تشارك “إسرائيل” في المؤتمر لكنها ستكون دولة رئيسية في التحالف. وبهذا المفهوم يواصل بايدن سياسة ترامب كما انعكست في “الاتفاقات الإبراهيمية”.
القضية الفلسطينية: لا أتوقع حدوث اختراق قوي في الموضوع الفلسطيني، وقد يُقدم بايدن بعض المساعدات المالية وقد يعيد فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، ومكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
عودة محمد بن سلمان الى الواقع السياسي بشكل قوي، خاصة بعد تبعات قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي وما صاحبها من اتهام لمحمد بن سلمان بالمسؤولية عن الاغتيال.