قراءة في اضراب الاسرى الذي لم يكتمل
بعد أن أضرب قادة الحركة الاسيرة في سجون الاحتلال عن الطعام ، وقبل بضع ساعات من الموعد المُعلن من الحركة الاسيرة لبدء الاضراب الشامل عن الطعام ضمن اضراب ( بركان الحرية أو الشهادة) أعلنت الحركة الأسيرة عن اتفاقها مع إدارة السجون، وتحقيق مطالبها ووقف الإجراءات المُتخذه بحق الأسرى وعدم تغيير أي ظروف بحياة الأسرى..
وفي قراءه سريعة لهذا (الانتصار) الذي حققته الحركة الاسيرة :
استطاعت الحركة الاسيرة ان توحد الجغرافيا والفصائل الفلسطينية من خلال الاستعداد لمعركة الاضراب عن الطعام، اذ توحدت جغرافيا بمشاركة أسرى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وتوحدت فصائليا بمشاركة كل الفصائل الفلسطينية الأسيرة في الاضراب.
لا يُمكن اغفال دور المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي أعلنت بشكل واضح وصريح أنها لن تترك الأسرى وحدهم في معركتهم، وبأن المقاومة ستكون جزء من اضراب ومعركة الاسرى، ويُدرك الاحتلال حقيقة هذا التهديد.
إضافه لدور المقاومة الفلسطينية في الضفه الغربية وخروج بيانات تهديد من التشكيلات العسكرية في الضفه وتحديداً عرين الأسود.
تعاني حكومة نتياهو من مجموعه من الأزمات، فالضفه الغربية مشتعلة، والداخل "الإسرائيلي" يخرج في مظاهرات يومية ضد حكومة نتنياهو، إضافه للتوتر في الشمال الفلسطيني، ولا نغفل الملف الإيراني، وبالتالي الساحه "الاسرائيليه" مُتخمه بالأحداث وغير معنية بفتح جبهة جديدة بسبب الحركة الأسيرة الفلسطينية.
استبعاد بن غفير من المفاوضات مع الأسرى؛ واقتصارها على ممثلين من الشاباك ومجلس الأمن القومي، والجيش، لن يعجب بن غفير والأحزاب الدينية، وسيسعى هؤلاء المتطرفون بكل تأكيد لتصعيد إجراءاتهم في جبهة أخرى من باب الانتقام، وغالباً سيكون هذا التصعيد باتجاه الأقصى، حيث لن تتمكن حكومة الاحتلال من السيطرة على هؤلاء.
أداء الحركة الاسيرة وادارتها للمعركة ونتائج هذه الادارة يُعتبر رسالة قوية للجانب الرسمي الفلسطيني لتبني آلية جديده للتعامل مع الاحتلال والتمسك بالثوابت والحق الفلسطيني والإصرار على التمسك به.