أمهات الشهداء في أتون المعركة .
دشنت والدة الشهيد ابراهيم النابلسي مشاركة أمهات الشهداء الفلسطينيين في خوض معارك المواجهة مع الاحتلال ولكن هذه المرة بالاصرار على حمل جثامين الشهداء في اللحظات الأخيرة من الوداع وقبل دفنهم في مثواهم الدنيوي الاخير .
الجرأة وجدران الصبر التي اتصفت بها والدة النابلسي كما غيرها من خنساوات فلسطين الصابرات تستند لجدران من الإيمان المدرع للمرأة والفتاة الفلسطينية أما وزوجة وأختا في تقديم نماذج حقيقية من المشاركة في معارك التحرير ولكن من بوابة الصبر .
ومن الواضح أن حمل أمهات الشهداء لجثامينهم تجسد واحدة من أبجديات البقاء والايمان بحتمية انتصار الحق الفلسطيني على باطل الاحتلال وادواته في كل الجغرافيا ، ابجديات وايمان يسهم في إذكاء نيران الصراع ومواجهة المحتل بما تمثله صورة المرأة الفلسطينية التي من المفترض بحكم البعد النفسي والانساني ان تكون في أسوأ صور الانكسار والحزن ، بينما تعكس صورة الشموخ والعناد في قسمات وجهها وهتافات التمجيد للشهداء ومقاومة الاحتلال .
وقد يقول قائل ان أمهات الشهداء تكون احداهن في حالة صعبة تتساوى فيها مشاعر الحزن والفرح لكن الحقيقة ان المرأة الفلسطينية تمرست عبر سنوات الاحتلال بمعرفة دورها وانه لا يقتصر على دموع الوداع والإنكفاء على الانهيار .
الحقائق تفرض نفسها ، وبالتالي تحولت أمهات الشهداء لأيقونات في الصبر والتحشيد ورموزا اعلامية وتحشيدية داعمة لمشروع المقاومة .
ولا يقتصر دور الأمهات على حمل النعوش وتوزيع بطاقات الصبر العنيد بل تعدى ذلك لبث روح الصمود بين أمهات الشهداء وعائلاتهم يصدق ذلك كله تواجد تجمع أمهات الشهداء في محافظات نابلس وجنين وزياراتهن الجماعية لبيوت العزاء وتقديم التهاني باستشهادهم، دور يعول المراقب عليه في تشكيل نفسية صابرة ومؤهلة للصبر ونقل معالمه لبيوتات أخرى من مدارس الثبات والصبر بينما تقول المرأة بسلوكها الوداعي انها حملته في احشائها تسعة شهور في بطنها وهي الآن أقدر على حمله المرة الأخيرة في وداع مهيب يمثل الآمال بانتزاع الحرية من بين بحر دماء الشهداء كي نصنع دولة .