هل وصلت عرين الأسود الى طريق مسدود

 

اعتبر تقرير إسرائيلي أن مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية المسلحة في مدينة نابلس قد "وصلت إلى نهاية طريقها"، وأن مجموعة "كتيبة جنين" ضعفت في الأسابيع الأخيرة، وذلك في أعقاب العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة ضدهما وإثر ضغوط مارستها أجهزة الأمن الفلسطينية عليهما، والتي تمكنت من "احتوائهما دون سفك دماء"

إلا أن التقرير، الصادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، هذا الأسبوع، أشار إلى أن كلتا المجموعتين أبقيتا "تراثا قتاليا"، يحاول تقليده شبان فلسطينيون كثيرون ينشطون، حاليا، كأفراد في مناطق مختلفة في الضفة الغربية

وعزا التقرير دوافع هؤلاء الشبان الفلسطينيين إلى إحباطهم من الواقع الفلسطيني الداخلي المرير، وفراغ قيادي يسمح لإسرائيل بالعمل في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية كأنها مناطق إسرائيلي

وتعزز هذا الوضع بشكل كبير منذ العام 2015، بعدما تولت الحكم في إسرائيل حكومات ذات خط يميني واضح، والتي أزالت عمليا من أجندتها خيار المفاوضات والحل السياسي مع الفلسطينيين. وأدى ذلك، وفقا للتقرير، إلى وضع علامة استفهام في الحلبة الفلسطينية إزاء جدوى الطريق السياسية. كما أن "الفساد المتزايد في السلطة الفلسطينية هو مادة مشتعلة بشكل تراكمي، وهي الأساس لنشوء تنظيم مثل ’عرين الأسود’، ولشبان تتراوح أعمارهم بين العشرينات والأربعينات ولا توجد بينهم قواسم سياسية مشتركة وواضحة"

وفي ظل الوضع الفلسطيني العام المتأزم، أضاف التقرير أن إسرائيل، وخاصة بعد الانتخابات الأخيرة للكنيست، أكدت ما يدركه الفلسطينيون منذ فترة طويلة، "أنها لن تعترف بهم كشعب له حقوق تقرير مصير ذاتي، وأنها ليست معنية أبدا بدفع حل الدولتين أو التعامل بنجاعة مع عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين وأملاكهم. وبذلك تسهم إسرائيل كثيرا بتسريع إجراءات التفكك في الحلبة الفلسطينية.

لا يمكن القول بسهولة أن الأمر قد انتهى فالظروف التي انضجت تلك الحالة ما زالت قائمة ويمكن لها أن تتطور باتجاه تعزيز انتشار تلك الثقافة المتمردة على التسليم للاحتلال والفساد المستشري في السلطة والتي باتت فاقدة لأي أمل بحل سياسي، بل إن اليمين القادم الى الحكم في إسرائيل يصرح علنا أن دور السلطة يجب أن ينحصر في القيام بالمهام الإدارية والمدنية وقمع أي محاولة نشوء نواة مقاومة في الضفة الغربية .