مقاومة ليست عبثية

 

مع تصاعد حالة المقاومة في الضفة الغربية، تكثُر الأسئلة:

الى أين ستصل هذه المقاومة؟

هل هناك جدوى حقيقي للمقاومة بالضفة؟

هل هذه المقاومة قادرة ان تستمر وتحافظ على نفسها؟

أهداف المقاومة:

لأي مقاومة في العالم أهداف، خاصة عندما تكون المقاومة من شعب مُحتل يسعى لنيل حريته، وفي الحالة الفلسطينية للمقاومة عدة أهداف ولعل أهمها:

- تحويل الاحتلال الى احتلال غير مجاني وغير مُريح، يدفع فيه المُحتل فاتورة احتلاله لفلسطين، بحيث تسعى المقاومة لايقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية والمادية في صفوف المحتل.

- إبقاء حالة عدم الاستقرار عند الكيان المحتل وابقاؤه في حالة استنفار دائم وحالة انتظار وترقب.

- إبقاء روح الجهاد والمقاومة في نفوس الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية الحية.

- طبعاً تحرير الأرض المحتله في حال توفرت كل الإمكانات.

 

 تطور المقاومة:

يُلاحظ التطور السريع للمقاومة في الضفة الغربية في الأشهر الأخيره من المواجهات مع الاحتلال، ففي البداية اقتصرت المواجهات في بعض المناطق في الضفة، وتحديدا جنين ومخيمها وانتقلت الى نابلس فطوباس فقرى رام الله وباقي المناطق في الضفة الغربية، إضافة الى التطور في الأدوات المستخدمه في المقاومه، كما بات المقاتل يخرج لتنفيذ عملياته ضد جنود الاحتلال خارج المدن بعد ان كان المقاوم الفلسطيني ينتظر دخول جيش العدو للمدن والمخيمات.

إضافة لقيام المقاومين بتصوير العمليات ونشرها على مواقع الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

 

لماذا تطورت المقاومة:

هناك مجموعه من العوامل التي ساعدت في تطور المقاومة في الضفة الغربية ولعل ابرزها:

- آثار معركة سيف القدس، التي رفعت من منسوب التحدي والمقاومة في الضفة الغربية، فانتصار المقاومة في غزة ألغى فكرة الجيش "الإسرائيلي" الذي لا يُقهر، و أعطت للفلسطينيين ثقة بأنفسهم.

- الاعتداءات "الإسرائيلية" على المسجد الأقصى، وما صاحب هذه الاعتداءات من صور للمستوطنين يرفضها الفلسطينيين والمسلمين، كما ان تسلسل الاحداث والاقتحامات للاقصى تُشير بشكل واضح الى ان الاحتلال يسعى لتقسيم القدس مكانيا وزمانيا، وبالتالي الفلسطيني مطلوب منه وقف هذا المخطط.

- انهيار وموت عمليه السلام، وبات الفلسطيني يدرك أن اتفاق السلام لن يحقق للفلسطيني أي شيء حقيقي.

- ضعف سيطرة السلطه الفلسطينية على بعض المناطق في الضفة الغربية وتحديدا المخيمات في جنين ونابلس الأمر الذي ساهم في ظهور مجموعات عسكرية مسلحه للمقاومة ككتيبة جنين وعرين الأسود.

- بروز رموز جديدة في الشارع الفلسطيني مثل أم إبراهيم النابلسي وأبو رعد خازم وغيرهم، الذين باتوا يشكلون رموز تدعم الفعل المقاوم، وتشكل حالة ممكن الاقتداء بها واعتبارها رمز وقدوة.

 

ماذا تحتاج هذه المقاومة:

المقاومة الفلسطينية ليست مقاومة عبثية، وليست تبحث عن الموت فقط، بل لها أهدافها التي تسعى لها، وبالمقابل هي تحتاج الى:

- توفير الحاضنة الشعبية التي تقدم الدعم المادي واللوجستي للمقاومين، وتحتضن المطاردين.

- مطلوب اعلام مقاوم واعي يعمل على نقل الرواية الفلسطينية بلسان المقاومين الفلسطينيين.

- مطلوب حراك سياسي مُخلص وواعي يحقق إنجازات بسبب فِعل المقاومة، وأن يحول انتصارات وأثر المقاومة الى قرارات سياسية تخدم القضية الفلسطينية و المقاومة.

 

أين الاحتلال:

الاحتلال لم يغيب عما سبق، ومن المؤكد أنه لن يسمح للمقاومة الفلسطينية ان تحقق إنجازات، ولعل كيان الاحتلال حاليا يرقب التطور السريع للمقاومة، ويُفكر بإعادة صياغة المنطقة بوجه وشكل جديدة –لازال غير واضح – خاصة مع فكرة ( مابعد أبو مازن) وبالتالي من المؤكد أن الاحتلال بجيشه وأجهزته الأمنية ومراكز تفكيره تسعى لتقديم رؤية جديده للحالة المتطورة في فلسطين، والى أين تمضي هذه الحالة وهل سنصل الى مواجهة شامله أم لا؟؟

هل من المفيد إعادة احتلال المدن الفلسطينية بعمليه "سور واقي " جديد؟

هل يمكن اعادة الاعتماد على السلطه الفلسطينية لضبط الشارع الفلسطيني؟ وهل فعلا تستطيع ذلك؟

 

الى أين؟

الأيام والاسابيع القادمة حُبلى بالاحداث والتطورات، سواء عند المقاومة الفلسطينية أو الاحتلال أو السلطة الفلسطينية، بل وحتى الإقليم والعالم، فلا يمكن فصل ما يجري في فلسطين عن العالم، ولا يمكن فصل ما العالم عن فلسطين.