ماذا وراء الاقتحام الكبير لمخيم نور شمس الصغير.. !

ضاق الاحتلال ذرعا بالمناطق شبه الآمنة التي صنعها المقاومون لأنفسهم، واخذوا يحتمون بها، فأصبحت ملجأً للمطاردين، ومكاناً للاعداد.

لقد بدأت فكرة الدفاع عن هذه الأماكن، والنجاح في منع الاحتلال من اجتياحه _ واقصد في هذه الهبة بالذات _ من مخيم نور شمس الصغير في حجمه الكبير في فعله، فقد نجح المقاومون في صد قوات الاحتلال التي حاولت اقتحامه قبل عدة أشهر، ثم ترسخت هذه الحالة، ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا المخيم ومخيم جنين عصيين على الاجتياح، وبدأت بعض المخيمات الاخرى تحذو حذوهما. هذه الحالة ولا شك أرقت الاحتلال، واقلقت قادة اجهزته الأمنية،

فهي تخشى من انتشار الحالة وتاريخها واقعا في جميع المحافظات،

وهي تخشى من أن تصبح هذه الأماكن ملجأً لكل مقاوم ينفذ فعله وينسحب اليها،

وهي تخشى أن تصبح محفزاً لمزيد من العمل المقاوم...

وهي تخشى أن تصبح بؤراً لتصنيع الصواريخ والعبوات شديدة الانفجار والأدوات القتالية الاخرى..

وتخشى كذلك من أن تصبح طريقة لتوريث الخبرة بعد أن كانت الخبرة في الضفة تضيع بالاعتقال او الاغتيال قبل ان يستفيد منها أحد...

لأجل ذلك كانت محاولة اجتياح مخيم جنين، ولأجل ذلك كانت محاولة اليوم في نور شمس، ولأجل ذلك لن تتوقف المحاولات.

ولكن مع تكرار الفشل في تحقيق المهمة سيسعى الاحتلال إلى التفكير في الطرق البديلة، فكما فعل قبل أيام في مخيم جنين باستخدام قوة خاصة صغيرة كرأس حربة، ومن ثم استخدم الطائرات بدون طيار انتحارية، فإنه لن يقف عند وسيلة مهما كانت قذرة او لا أخلاقية.

في كلا الحالتين كانت سياسة العقاب الجماعي سيدة الموقف عقب الفشل، ففي المرة الأولى التي فشل الاحتلال فيها اجتياح المخيم بدأت جرافاته تدوس سيارات المواطنين وتخرب يمني ويسرة، ومنذ ذلك الحين تم تجريف شوارع المخيم والشارع الرئيس الواصل بين مانتي طولكرم ونابلس ثلاث مرات في غضون فترة لا تزيد عن ثلاثة أشهر،  وكذا فإن صور الدمار التي أصابت مخيم جنين عقب فشل اجتياحة لا زالت حاضرة في الأذهان.  وهذه السياسة ولا شك إحدى الوسائل التي استخدمها وسيستخدمها الاحتلال لمواجهة الظاهرة عبر تبغين الناس بها ودفعه للانفضاض من حولها.

سيستخدم الاحتلال العملاء... والأدوات والتكنولوجيا التي يمتلكون... والتحريش بين المقاومين... والضغط على السلطة الفلسطينية لمحاربة الحالة... والحرب الاقتصادية... والعقاب الجماعي للأهالي حتى وهم خارج المخيم... والتكتيكات العسكرية المختلفة... ووو

كل هذه الأساليب وغيرها سيستخدمونها مجتمعة حتى ينهوا الحالة، ويمنعوا انتشارها وتعمقها.

 

 محمد صبحة / مركز الميدان