مشاريع استيطانية ... بلا هوادة.

اتسمت الأسابيع الأخيرة بهجمة مشاريع استيطانية مرعبة وغير مسبوقة، بطلها الأول سموترتش ثم نتنياهو وبن غفير وزراء حكومة الاستيطان الصهيونية.

وتركز الحديث بشكل اساس عن مشروعين، واحد قصير المدى سقفه عامين، وثاني طويل المدى قد يمتد ال عام 2050. وبينهما مشاريع ومقترحات وإجراءات كثيرة.

أما خطة سموترتش فتقوم على رصد قرابة مليار شيكل لبناء واعادة تأهيل 155 بؤرة استيطانية ومزرعه، وشق طرق التفافية تصل بينها، وربطها مع التجمعات الاستيطانية القديمة، بالإضافة إلى مجموعة من التفاصيل التي تناولها الاعلام ولا داع لتكرارها.

والخطة الثانية التي أعلن عنها نتنياهو تحمل أعلى رقم لموازنة ترصد للاستيطان في تاريخ الاحتلال الاستيطاني كما صرح نتنياهو. فقد رصد الخطة ثلاثة مليار ومئتي مليون شيكل.

الخطة تتحدث عن زيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية من 170 الف إلى مليون مستوطن، وهو أيضا رقم غير مسبوق، وكذلك إقامة مدن استيطانية كبيرة وليست على نظام الاستيطان الصغير والمتفرق كما هو حال الكثير من المستوطنات.

يضاف إلى ذلك إقامة مطار خاص بالمستوطنات، وبناء سكة قطار تربط بين هذه المدن الاستيطانية.

هذه المخططات تقتضي بالضرورة مصادرة عشرات آلاف الدونومات الفلسطينية للبناء عليها، ولشق الطرق عبرها.

 

 السمات...

لو أمعنا النظر الى هذه المشاريع لوجدناها تحمل هذه السمات:

١/ السرعة في الأداء، وتحديدا خطة سموترتش، وهو اكثر من يعمل لصالح الاستيطان. فقد قفز عن مجموعة من المراحل والإجراءات القانونية والحكومية لأنفاذ هكذا مشروع، واختصرها من ستة مراحل إلى مرحلتين، الأمر الذي لاقى انتقادات داخلية. والملاحظ انه لم ينتظر حتى تقرها الحكومة في جلساتها الرسمية. كما ان خطته تقضي بشرعنة 14 بؤرة استيطانية بشكل فوري.

٢/ عدم مراعاة اي حلول او اتفاقات او تفاهمات، بل وابعد من ذلك فهي لم تراعي لا رأيا عاما ولا مواقف لأصدقاء " إسرائيل " كأمريكا ولا غيرها ولا ردة فعل قد تنجم عن هكذا مشاريع.

٣/ اخذت الطابع الحضري والمدني، وليس نظام كيبوتس ولا نظام تجمعات صغيرة، فالخطة تقضي ببناء مدن شبيهة بتلك التي بنوها في الداخل المحتل، بالإضافة إلى بناء مطار وسكة قطار وهو أمر غير مسبوق ويعطي الطابع المدني أكثر وأكثر.

 

 الأهداف...

بالنظر إلى تفاصيل الخطة فهي تحمل أهداف كثيرة، نقف على اهمها:

١/ تغيير الطابع الديموغرافي للضفة الغربية، ولنستذكر خطة سموترتش التي قدمها قبل ان يكون في الحكومة والتي تهدف إلى إجراء عملية ترانزفير واسعة لسكان الضفة الغربية عبر الترهيب والترغيب، وهذا المشروع مكمل لتلك الخطة ويحقق الترانزفير عبر الضغط على السكان بمصادرة أراضيهم ومحاصرة منهم وقراهم وحربهم في ارزاقهم وعلى رأسها الثروة النباتية والحيوانية...

٢/ فرض سيطرة أمنية كاملة على الضفة الغربية وعدم ترك مجال لأي شكل من أشكال المقاومة الناجحة، من خلال محاصرة التجمعات السكنية وقطع جميع طرق التواصل بين المناطق المتلاصقة فضلا ًعن المتباعدة، والانتشار الشامل للمستوطنين المسلحين وللجيش الذي يحميهم.

٣/ فرض واقع على الارض يقطع الطريق أمام اي فكرة غير التي يفكر بها الاسرائيلي الاشد تطرفاً، وعدم ابقاء اي فرصة لتشكيل اي كيان هزيل قابل للعيش ولو على التنفس الاصطناعي.

 

اذا هذه المشاريع من الخطورة بمكان بحيث انها ستغير وجه الضفة الغربية بل ووجه القضية الفلسطينية ومستقبلها...