وقفات مع سيرة حياة
الشيخ محمد فؤاد ابو زيد
بقلم ثامر سباعنه
مركز الميدان للدراسات والاستشارات
الشيخ محمد فؤاد أبو زيد
العالم الجليل من علماء فلسطين. والعلم من أعلام الدعوة والتربية والإصلاح في أرض الإسراء والمعراج، الاب والمصلح والمربي ومعلم أجيال..
ولد الشيخ محمد فؤاد أبو زيد في بلدة قباطية عام 1934 وقد كان والده مزارعاً ولكنه أحب العلم والعلماء مما أثر في حياة ولده العلمية. وقد ترك الشيخ أرملة وولدين وأربع بنات.
التحق الشيخ محمد فؤاد بمدرسة قباطية الإبتدائية وأتم الدراسة فيها عام 1948م ثم أرسله والده إلى القاهرة لدراسة العلم الشرعي فأتم دراسته الثانوية في معهد البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف عام 1952م وتابع دراسته الشرعية في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر وحصل فيها على دبلوم في الشريعة عام 1954م ثم عاد إلى فلسطين وسافر إلى دمشق والتحق بجامعة دمشق وتخصص في العلوم الشرعية حيث نال منها شهادة الليسانس عام 1960م .وقد تتلمذالشيخ محمد فؤاد على يد عدد من العلماء منهم الشيخ مصطفى السباعي والشيخمصطفى الزرقا رحمهما الله.
اشتعل الشيخ محمد في التدريس والوعظ والخطابة والإفتاء فقد عمل أثر تخرجهمدرساً في كلية الشريعة التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية في عمان، ثم عملمدرساً في وزارة التربية والتعليم مدة 15 سنة وفي العام 1979م تولى إدارة أوقاف نابلس ثم تولى إدارة أوقاف جنين. وفي عام 1996م تولى الإفتاء في محافظة حنين وقد عمل خلال السنوات الطويلة واعظاً ومدرسا وموجها للأئمة والوعاظ وخطيباً وبخاصة في المسجد الأقصى المبارك. لقد أولى الشيخ محمد فؤاد الوعظ والإرشاد والإصلاح أهمية بالغة فكتب العديد من المقالات في المجلات الدينية وألقى المحاضرات وشارك في الندوات في المؤسسات التعليمية والاجتماعية والرياضية .وكان للشيخ أثر بالغ في التوعية والصحوة في مدن وقرى فلسطين مع دعاة آخرين ونشط الشيخ في مجال الإصلاح وفض النزاعات العشائرية والتنظيمية والتحكيم في مختلف الإحداث على مستوى محافظة جنين .ومن أنشطته الهامة المشاركة في تأسيس لجنة أموال الزكاة لمحافظة جنين ومساعدة لجان الزكاة الأخرى والجمعيات الخيرية على أداء عملها بالشكل السليم وذلك بما يتمتع به من حكمة وخبرة في هذا الميدان. وقد اختير الشيخ محمد فؤاد أبو زيد عضواً في الهيئة الإسلامية العليا في القدس وفي مجلس الإفتاء الفلسطيني الأعلى.
وهو من الرواد الذين نشروا الدعوة وربوا الشباب على الإسلام في المنطقة التي احتلت عام 1948م وخاصة في المثلث والجليل، فكانت له جولات دعوية في كثير من مدن وقرى فلسطين من الجليل الأعلى وحتى النقب.
وقد عرضه هذا النشاط الميمون إلى الاعتقال ودخول سجون الاحتلال لعدة مرات فقد اعتقل عام 1980م، واعتقل عام 1981م لمدة 48 يوماً في سجن جنين والجلمة ثم في سجن نابلس, واعتقل عام 1988م في سجن الفارعة والنقب وعتليت ومنها إلى سجن بيتونيا ثم إلى النقب ثانية لمدة ستة أشهر. واعتقل عام 1990م في سجن الفارعة ثم النقب لمدة تسعة أشهر. وفي أواخر عام 1992م كان مع النخبة المجاهدة التي أبعدتها سلطات الاحتلال إلى مرج الزهور في جنوب لبنان. فأقام فيها سنة كاملة مع أكثر من أربع مئة من إخوانه المبعدين.
الشيخ محمد فؤاد أبو زيد. عالم جليل من علماء فلسطين. وعلم من أعلام الدعوة والتربية والإصلاح في أرض الإسراء والمعراج، وأديب شاعر.. ومصلح ومرب ومعلم أجيال.. كان من النخبة الذين أبعدهم العدو إلى مرج الزهور. ومن العلماء المرابطين الذين ثبتوا في أرض الوطن، واكتفوا بالقليل ولم يغادروا الوطن للعمل في الخارج.