اتجاهات السياسة الخارجية الإسرائيلية بعد نتنياهو
يستعرض هذا التقرير أهم مرتكزات السياسة الخارجية لحكومة دولة الكيان الصهيوني في عهد نفتالي بينت ويائير لبيد، حيث يبرز تمسك تلك الحكومة بكثير من أسس العمل، على الصعيد الخارجي، التي وضعتها حكومات نتنياهو المتعاقبة، خاصة في الملف الفلسطيني والملف الايراني وملف العلاقات مع الدول العربية. وهنا أبرز اتجاهات هذه السياسة:
- إسرائيل تجدد الحوار مع السلطة الفلسطينية وتؤكد في ذات الوقت أن لا وجود أي فرصة لمسار سياسي الى جانب الاستمرار في مواصلة سياسة العدوان والاستيطان.
ترجمة حكومة لبيد بينت تصريحاتها حول الاهتمام بالقضية الفلسطينية من خلال تعزيز اللقاءات بين مسؤولين إسرائيليين ومسؤولين فلسطينيين، ولكن فيما يتعلق بالجانب الأمني بشكل أساسي، إضافة الى سبل تعزيز وتقوية السلطة الفلسطينية وإحكام سيطرتها على المواطنين في الضفة الغربية بما يمنع ازدياد المواجهات مع قوات الاحتلال التي تمارس اقتحاماتها اليومية للمدن الفلسطينية. وفي حين واصلت الحكومة الإسرائيلية حديثها عن خطوات بناء الثقة اتجاه الفلسطينيين، واصلت على الأرض خطوات معاكسة تماما تمثلت بزيادة البناء الاستيطاني والاغتيالات وحماية اعتداءات المستوطنين المتكررة على الفلسطينيين.
- الحكومة الإسرائيلية تواصل التعاون مع مصر وقطر في ملف قطاع غزة.
واصلت الحكومة الإسرائيلية اتصالاتها مع قطر ومصر مبدية الاستعداد لتقديم التسهيلات اتجاه قطاع غزة بما يضمن استمرار الهدوء.
- حكومة لبيد بينت تقرر ترميم العلاقة مع الأردن وفتح صفحة جديدة مع المملكة.
بعد سنوات من شبه قطيعة بين الملك عبد الله وبنيامين نتنياهو استضاف الملك الأردني رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت، كما جرت لقاءات عديدة بين الوزراء الأردنيين مع نظرائهم الصهاينة، ايذاناً ببدء مرحلة دفئ في العلاقة بين البلدين.
- تطوير العلاقة مع مصر وتعزيزها في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.
عززت حكومة بينت لبيد من علاقاتها مع مصر السيسي ليشمل التعاون ليس فقط الجانب السياسي أو الأمني بل في مجالات الطاقة والتجارة والسياحة وغيرها من المجالات، كما استضاف السيسي رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت في القاهرة.
- تعميق مسار التطبيع مع كل من الامارات والبحرين والمغرب وتوسيع الاتفاقيات مع هذه الدول أفقياً وعمودياً.
واصلت حكومة الاحتلال الصهيوني تعميق مسار تطبيع علاقاتها مع الدول العربية الثلاث المذكورة وتوسيعه في العديد من المجالات رغم سياساتها العدوانية تجاه الفلسطينيين خاصة في مدينة القدس غير مكترثة بتأثير هذا العدوان على علاقاتها مع تلك الحكومات.
- مواصلة المعارضة لعودة الاتفاق بين الغرب وايران في الملف النووي.
استمرت حكومة الاحتلال بقيادة نفتالي بينت معارضتها العلنية للعودة الى الاتفاق النووي مع الجمهورية الإيرانية من قبل أوروبا والولايات المتحدة مستخدمةً كل وسائل الضغط السياسي والدبلوماسي والإعلامي مع الحرص على استمرار الحوار المتواصل مع الولايات المتحدة لثنيها عن الاقدام على هذه الخطوة.
- السعي لاستعادة علاقة قوية مع الحزب الديمقراطي الأمريكي اسوة بنظيره الجمهوري.
سعت حكومة بينت الى بناء علاقة متوازية مع كل من الحزبين في أمريكيا بخلاف سياسة نتنياهو التي كانت صدامية مع الحزب الديمقراطي بزعامة أوباما وودية جداً مع الجمهوريين بزعامة ترمب.
- السير في حقل ألغام الحرب الاوكرانية الروسية بحذر شديد.
سعت الحكومة الصهيونية الى دعم الموقف الغربي من الحرب في اوكرانيا مجتهدة في ذات الوقت عدم اغضاب الروس حيث حاولت تصدير رسائل مبهمة حول تلك المواجهة كما اكتفت بارسال مساعدات انسانية الى اوكرانيا دون تزويدها بالسلاح .
- مواصلة تقوية العلاقات مع الاتحاد الأوروبي رغم بعض الاختلافات في الملف الفلسطيني.
واصلت حكومة بينت تعزيز علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي وخاصة المانيا، بريطانيا وفرنسا بالرغم من معارضة هذه الدول لسياسات حكومة الاحتلال في الأراضي المحتلة خاصة فيما يتعلق بالاستيطان والاعتداءات في القدس المحتلة.
- تلقف الاستدارة الكبيرة في السياسة الخارجية التركية.
تلقت حكومة الاحتلال التوجه الجديد للسياسة الخارجية التركية والاستدارة التي قام بها اردوغان نحو دولة الاحتلال وبعض حلفائها العرب بكثير من الترحيب وبادرت الى استعادة العلاقات مع انقرة وتعزيزها مع استمرار العمل في ذات الوقت على دعم خصوم اردوغان.