وقفات مع سيرة حياة
علي عزت بيغوفتش
بقلم ثامر سباعنه
مركز الميدان للدراسات والاستشارات
بطاقة تعريفيه:
الاسم : على عزت بيغوفتش
مكان الميلاد: بلدة بوسانا كروبا في شمال غرب البوسنه
تاريخ الميلاد : 18 محرم 1344 هـ / 8 أغسطس 1925
تاريخ الوفاة: 23 شعبان 1424 هـ / 19 أكتوبر 2003
تعلم في مدارس مدينة سراييفو وتخرج في جامعتها في القانون، وعمل مستشارًا قانونيًا خلال 25 عامًا، واعتزل بعدها وتفرغ للبحث والكتابة.
تسلم بيجوفيتش رئاسة جمهورية البوسنة والهرسك من 19 نوفمبر 1990م حتى 1996 ومن ثم أصبح عضوا في مجلس الرئاسة البوسني من 1996 إلى 2000.
الشاب المحب لدينه:
أسس بيغوفتش وهو طالب في الثانويه نادي الشبان المسلمين، وتوسع النادي ليصبح جمعية ثقافيه وخيريه، واستمرت الجمعيه التي كان لها دور كبير في ترسيخ فهم الإسلام الى ان بدأت الحرب الشيوعيه التي بدأها تيتو ضد الإسلام في يوغسلافيا واستهدف جمعية الشبان المسلمين واعتقل اكثر من الفين من أعضائها منهم علي عزت.
كان بيغوفيتش يروى منذ شبابه أنّ الحالة السياسية في العالم الإسلامي رديئة وغير مستدامة، بينما الإسلام هو فكر حياة، يمكن تحديثه، ويجب ذلك، دون أن يفقد أيّاً من جوهره، حسب تعبيره.
الاعتقالات:
سُجن بيغوفيتش للمرة الأولى عام 1946 وخرج منه عام 1949، ودخل السجن للمرة الثانية عام 1983، إثر الحكم عليه بالسجن 14 عاما، لاتهامه بالنزعة الانفصالية والسعي لإقامة دولة إسلامية، بسبب كتابه "الإعلان الإسلامي" الذي نشر في السبعينات، ومن ثم أُطلق سراحه نهاية عام 1988، مع إفراج الحكومة اليوغسلافية عن جميع المعتقلين لاتهامات تتعلق بالمعارضة اللفظية.
بيغوفتش حامل الرسالة الإنسانية:
علي عزت إسلامي في العمق بافق انساني رحب، ضليع بالفلسفه والقانون والأديان والادب وكذلك التريخ والرسم، فاسهم بيغوفتش اسهاما جليلا في الفكر الإسلامي والإنساني واصدر مجموعة كتب لها الأثر الكبير والاهميه العظيمة ومنها :
الإسلام بين الشرق والغرب
هروبي نحو الحرية
عوائق النّهضة الإسلاميّة.
الأقليّات الإسلاميّة في الدول الشيوعية.
البيان الإسلامي
ويتناول كتاب "هروبى إلى الحرية" كتابات على عزت بيغوفيتش عندما كان يقبع فى السجن فى الفترة ما بين (1983 - 1988)،الكتاب يعبر فيه عن طموحاته وآماله بطريقة لا تدخل فى عمق الأحداث الجارية، ويفصح فيها عن تطلعات شعب البوشناق المسلم وشعوب البوسنة الأخرى، جمع على عزت فى كتابه خلاصة الخلاصات لكل ما يجب التفكير فيه أو يستحيل أن يفكر فيه، يتضمن الكتاب حشداً كبيراً من الأفكار والتأملات والاعتقادات فى موضوعات منفصلة، تحدث عن أن الأدب هو الحرية، وعن الحياة والناس والحرية، وعن الدين والأخلاق.
يُقدّم علي عزّت بيجوفيتش الإسلام كحلٍّ بديلٍ لخلاص الإنسانيّة من ضياعها الرّوحي، فهو دين يحمل الثقافة الروحيّة التي تنزل السكينة في قلوب المؤمنين، ويتمثّل هذا فيما اشتمل عليه الإسلام من عبادات، ومع كون الإسلام ثقافة فهو حضارة أيضًا؛ إذ يهتمّ بالجانب الخارجي المادي للإنسان، ويتمثّل هذا في جانب المعاملات في الفقه الإسلامي. فالإسلام يختلف عن المسيحيّة من جهة أنّه ليست ثقافة روحيّة فقط، ويختلف عن الحضارة الماديّة الغربيّة التي تؤكّد على الجانب الحضاري المادي للإنسان دون الجانب الروحي. فالإسلام يدعو إلى خلق إنسان متّسق مع روحه وبدنه، ومجتمع تحافظ قوانينه ومؤسّساته الاجتماعيّة والاقتصاديّة على هذا الاتساق ولا تنتهكه؛ إذ إنّ واجب الإسلام التاريخي هو تحقيق التوازن بين العالم الجوّاني (الروحي) للإنسان وبين عالمه البرّاني (المادي).
بيغوفتش الرئيس:
أنشأ علي عزت بيغوفتش حزب العمل الديمقراطي عام (1989م)، وترأسه عام (1990م). ثمّ أصبح رئيسًا للمجلس الرئاسي في البوسنة والهرسك، فقاد علي عزّت بيجوفيتش حرب الاستقلال ضدّ الصرب، الذين شنّوا حرب إبادة ضدّ المسلمين في البوسنة سنة (1992م)، ولكن صمود الشعب البوسني أنهى سيطرة الصرب على البوسنة والهرسك. وبعد أن أصبح بيجوفيتش رئيسًا للمجلس الرئاسي في البوسنة نظّم استفتاءً للاستقلال عن الصرب الدولة التي تدعو إلى إنشاء الصرب الكبرى على أنقاض يوغسلافيا المنهارة، وقد اختار الشعب البوسني الاستقلال على غرار ما فعلت سلوفينيا وكرواتيا، وقد استطاعت البوسنة والهرسك وبجهود كبيرة من علي عزّت بيجوفيتش وبدعم من الشعب البوسني أن تحصل على اعتراف المجتمع الدولي بكيانها المستقل كدولة عضو في الأمم المتحدة، وفي سنة 2000م وبعد عشرة سنوات من رئاسته للمجلس الرئاسي في البوسنة والهرسك تنحّى علي عزّت بيجوفيتش عن الرئاسة طواعيّة بسبب حالته الصحيّة.
حرص بيغوفتش على أن يلتزم جيشه وشعبه بأخلاقيات الإسلام، ففي خطابه في نوفمبر/تشرين الثاني 1993، قال بيغوفيتش "إن الله ابتلانا بتحد مؤلم، لقد تم ذبحنا، وقتلت نساؤنا وأطفالنا، ودمرت مساجدنا، ولكننا لم ولن نقتل النساء والأطفال، ولم ندمر الكنائس، لأننا نبذل جهدنا كي نكون شعبا محترما في خضم وضعنا الصعب، ولأن القرآن الكريم الذي نؤمن به يمنعنا من ذلك".
وتابع بيغوفيتش قائلا "إن تسامحي جذوره إسلامية وليست أوربية، إن تسامحي ينبع من كوني مسلما أولا وأخيرا، إن أوروبا تعاني من بعض الأوهام التي لم تستطع تحرير نفسها من قيودها على الرغم من الحقائق الواضحة، فلقد دمرت خلال هذه الحرب المئات من المساجد والكنائس، وتم تدميرها جميعا من الأوربيين وليس من قبل البوشناق، وإن الفاشية والشيوعية من إنتاج أوروبا".
المراجع:
محمد الشنقيطي: خيرة العقول المسلمة في القرن العشرين
علي عزت بيغوفتش: هروبي الى الحرية
يعقوب الميالي: آفاق النقد الإسلامي للحضارة الغربية علي عزت بيجوفيتش مثالاً
سليمان صالح : علي عزت بيغوفيتش.. من السجن إلى رئاسة الجمهورية