نسف الاسرائيلي لمخرجات شرم الشيخ خلال 48 ساعة من التوقيع

 

لم يحتج الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 48 ساعة حتى يأتي على جميع البنود التي تخصه في اتفاق شرم الشيخ ، فأحبطها واحدا تلو الآخر ليؤكد على ما قال قادة العدو عن قمة العقبه قبلها بثلاثة أسابيع أن ما جرى في العقبة سيبقى في العقبة. وما قالوه عقب الاتفاق الأخير أن تفاهمات شرم الشيخ غايتها إعلامية

ففى الوقت الذي كان الطرفان يوقعان على التفاهمات كانت جرافات جيش الاحتلال تهدم ، وجنوده تقتل ... ثم عاد ممثلوه ليشاركوا في اتخاذ قرارات استراتيجية تدمر كل أمل يُعول عليه الطرف الفلسطيني بإقامة دويلة ..

وبنظرة سريعة الى أحداث الـ 48 ساعة الأولى بعد اتفاق شرم الشيخ نجدهم قد فعلوا مايلي :

* المصادقة بالقراءة الثانية والثالثة على قانون يسمح للمستوطنين بالعودة إلى المستوطنات التي تم إخلاؤها ، بل ويتيح هذا القرار لأرباب الاستيطان أن يستوطنوا في أي بقعة من الضفة الغربية دون عناء .. هذا الفعل يخالف البند الرئيس الذي تعهد به الاحتلال في الاتفاق وهو الوقف الفورى لأي إجراءات أحادية الجانب .. وقد عقب وزير المالية الارهابي سموترتش على هذا القرار بقوله: هذا تصحيح تاريخى وبداية لمحو عار الطرد

خطورة هذا القرار أنه يعلن من جديد أن الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من " إسرائيل "، وهو بذلك يعارض البند رقم 3 في الاتفاق والذي يؤكد على (الالتزام الراسخ بكل الاتفاقيات السابقة).

* اقتحام جميع المدن الفلسطينية، من طولكرم وجنين الى نابلس وأريحا وصولاً الى الخليل ، واقتحام أريافها، و اجراء حملات اعتقالات وملاحقات وإطلاق النار على اشخاص وتحقيق إصابات، ولتسهيل ذلك على جيش الاحتلال فقد تم إمدادهم بألوية وكتائب جديدة آخرها كتيبة من لواء كفير أرسلت إلى مدينة نابلس في اليوم التالي للقمة وهذا يخالف البند الأول والثالث بتوفير هدوء واستقرار وتجنب الاستفزازات، والتهدئة ما قبل رمضان وإعطاء الفرصة للسلطة بالقيام بواجبها في مناطق (أ) - علماً أن القيام بواجبها يعني فرض الأمن وتنفيذ اعتقالات بحق المقاومين.. 

* اقتحام قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى بشكل يومي، في اليوم التالي للاتفاق اقتحم 119 صهيوني باجات المسجد الاقصى ، وفي اليوم الذي يليه كرر الاقتحام 71 صهيوني آخرين.

ولا شك أن هذا الفعل يخالف تهيئة الاجواء لخفض الاستفزاز، فالمسجد الاقصى أكثر النقاط حساسية و اشتعالاً، كما أنه يخالف البند السابع الذي يؤكد على الحفاظ على الوضعية التاريخية للأماكن المقدسة في القدس.

ثم جاءت تصريحات الارهابي سموترتش التي تنفي وجود شعب فلسطيني من حيث المبدأ، وبالتالي كيف سيكون الاعتراف به ، وما هي الحقوق التي سيعطيهم اياها، بل إن خطابه جاء من على منصة مرسوم عليها خارطة فلسطين وخارطة الاردن ، مكتوب عليها اسرائيل الكبرى لتكون إعلانة سافراً عن عقيدته التي لا تحترم أحدا ولا تعطى قيمة لاتفاق .. بل إن هذا يناقض ما جاء من اتفاق يتحدث عن احترام الاردن و احترام الوصاية الهاشمية على الأقصى. 

هذا التصريح وهذه الخارطة تنسف أي آفاق سياسة تم الحديث عنها في أكثر من بند من بنود الاتفاق.

جاء القرار الحكومي الاحتلالي بالغاء التسهيلات التي كان يمنحها في شهر رمضان من كل عام فيما يتعلق بالدخول الى القدس والصلاة في المسجد الاقصى بالاضافة الى تفاصيل أخرى مع الاعلان عن

تسهیلات مزية لا قيمة لها ..

 

فهل يتفق هذا مع ما ورد في الاتفاق من اتخاذ خطوات لبناء (الثقة) و(التعاطي مع.. ) و (تحسين الأوضاع ...) وغيرها من التعبيرات التي توحي بأن انفراجه في الطريق. 

* فإذا أردنا أتى نضيف الى ذلك إعلانات ما سُمِّي بأمناء جبل الهيكل والتي تطلب من المستوطنين الاستعداد لتقديم قرابين عيد الفصح في المسجد الأقصى، ونشر مقاطع فيديو لحاخامات يحرضون على القتل والقرار العسكري الصهيوني بمصادرة 1181 دونم من أراضي قرية صفا قضاء رام الله ... وقرار بن غفير إغلاق مقر إذاعة فلسطين في القدس وفي الداخل المحتل، و حظر بثها ، ومنع أي شخص من صنعها أو تأجيرها مقر .. 

 

ندرك النوايا الحقيقية لحكومة الاحتلال العنصرية التصريحات التي صدرت عن مسؤولين صهاينة كبار شاركوا في شرم الشيخ يقولون فيها أن اسرائيل لن توقف اقتحام المدن الفلسطينية حتى في شهر رمضان، و أن ما أوردته الإذاعة العبرية الرسمية أن نتنياهو أبلغ أركان الإئتلاف الحكومي قبيل اجتماع شرم الشيخ أن ما سيجري في الاجتماع للاستهلاك الحكومي والعلاقات العامة ، وأنه دعاهم للامتناع عن مهاجمة الاجتماع إن ذلك كله يشير إلى أن هذا الاتفاق ولد ميتاً وأن الاحتلال لن يلتزم بما ورد فيه فهل سيتمسك الطرف الفلسطيني بتطبيق الجزء المتعلق به ؟!!..