الضفة الغربية الى أين؟!
اعداد ثامر سباعنه
مركز الميدان للدراسات والأبحاث
مع تصاعد الأحداث في الضفة الغربية، وتصاعد الحالة الرافضه للاحتلال وتطور العمل المقاوم ضد الاحتلال، وبنفس الوقت تصاعد في التصريحات "الاسرائيليه" بحق الفلسطينيين وتزايد التهديدات برد "إسرائيلي" قوي ضد الضفة الغربية.
يُلاحظ التطور السريع للمقاومة في الضفة الغربية في الأشهر الاخيره من المواجهات مع الاحتلال، ففي البداية اقتصرت المواجهات في بعض المناطق في الضفة، وتحديدا جنين ومخيمها وانتقلت الى نابلس فطوباس فقرى رام الله وباقي المناطق في الضفة الغربية، إضافة الى التطور في الأدوات المستخدمه في المقاومه، كما بات المقاتل يخرج لتنفيذ عملياته ضد جنود الاحتلال خارج المدن بعد ان كان المقاوم الفلسطيني ينتظر دخول جيش العدو للمدن والمخيمات.
الضفة الغربية الى أين؟ هذا السؤال أجاب عليه عدد من النشطاء والباحثين وكانت اجاباتهم :
( عملية إعادة تخليق المقاومة )
الاستاذة سمر حمد مرشحه قائمة القدس موعدنا:
ما يحدث في الضفة الغربية عملية إعادة تخليق المقاومة لنفسها لتتكيف مع الظروف الجديدة. فمن فضائل فلسطين أنها عندما تحاك لها المؤامرات للقضاء على مقاومتها، وتوضع لها العوائق والمتاريس، فإنها تعيد تخليق نفسها متكيفة مع الوقائع الجديدة. اليوم استطاع الشباب استخلاص العبر واستحداث حالة جديدة، تجاوزت أبرز عائق للمقاومة، وهو الانقسام، فتجاوزوا آثار الانقسام وشكلوا أجساما جديدة تركز فقط على مقاومة الاحتلال وتخرج من اعتبارات الأحزاب والتنظيمات. لقد كان الانقسام ذريعة للسلطة لمهاجمة أي فعل مقاوم في الضفة، بحجة أن حماس هي وراء كل هذا لزعزعة استقرار السلطة. اليوم العرين يتعالى على التشكيلات التنظيمية ويتوحد خلف هدف واحد وهو المقاومة. لقد كان لتغول الاحتلال واستباحته للدماء أثر عميق في دفع الناس للالتفاف حول هذه الحالة الجديدة والتضامن معها واحتضانها، بالاضافة الى تعطشهم لأي فعل مقاوم يرد على جرائم الاحتلال. وهذا ينبئ بأن المستقبل يحمل بين طياته توسع لهذه الحالة لتشمل كافة رقعة الضفة الغربية، وستظهر رموز جديدة كأبي رعد والنابلسي وغيرهم من الابطال. وستتسابق الفصائل لدعم المقاومين واحتضانهم وسيتبع الناس نضالهم، لتشكل حالة انتفاضية جديدة تشمل شرائح كثيرة من أبناء الشعب الفلسطيني.
( انتفاضة من نوع اخر )
المحلل السياسي إبراهيم الشيخ أبو العز
الأحداث تتجه نحو نوع أخر من الانتفاض والحالة الأمنية في ارتباك غير مسبوق على صعيد الضفة الغربية لان هذه الحالة التي باتت تشكل ظاهرة ممثلة بالشباب الفلسطيني الذي لا ينتمي لتظيم بعينيه إنما يرتبط بالإطار العام للمقا.ومة ورغبته في أن يكون له بصمة اسوة بغيره من الشباب ويساهم في الانضمام الى المجموعات التي باتت تؤرق الإحتلال هذا شكل ظاهرة متنامية رأينا انعكاسات ما تقوم به على الأرض حتى على صعيد المؤسسات الحكومية من خلال اعلان الأضراب العام عبر بيان مقتضب لكنه يدل على حالة الطاعة والالتزام واتباع ذلك النهج الذي يمثله هؤلاء الفتية وفي تقديري أن هناك مفاجآت ستشهدها الأيام القادمة من حيث لم يحسب الإحتلال ولا حتى من يعيش في المحيط تبشر بميلاد محطة مهمة من محطات الشعب الفلسطيني.
( نتجه الى انفجار في الضفة)
الكاتب والناشط ياسر مناع
لا شك الاحداث تأخذ منحى تصاعدي في الضفة، والحالة المواجهة تنسحب ببطء الى إرجاء الضفة، وكثافة ظاهرة اطلاق النار على جنين ونابلس ، إلا أن تراكم الاحداث هو من يقود الانفجار
( الاحتلال يسعى لكي الوعي)
الناشط السياسي ع.ك
عموما كل العوامل تشير إلى تصاعد الأوضاع في ظل نشوء جيل جديد لم يتأثر بكل سياسات التهجين، ومحاولات صناعة الفلسطيني الجديد، وهذا الجيل لم يعايش الانتفاضة الثانية، ولم يتأثر بالسياسات الاحباطية التي زامنت وأدها، كل ذلك يأتي متزامناً مع غياب الأفق، وفقدان الجمهور الثقة بأي حل سياسي، وتراجع الوضع الاقتصادي، كل هذا يتزامن مع تصعيد اسرائيلي في جوانب متعددة كالتغول الاستيطاني والاقتحامات اليومية التي بات يتخللها اغتيالات، واعتقالات، وأهم عوامل تفجير الأوضاع حضوراً وهو الاعتداء على المسجد الأقصى من خلال الاقتحامات المتكررة، ومحاولات التقسيم المستمرة، وفي أحيان متعددة تسعى إسرائيل للتصعيد ضمن سياسة كي الوعي التي تمارسها لمحاولة القبول بواقع جديد بعد ضخ عوامل كثيرة تسبب الاحباط العام والشعبي.
( عدة سيناريوهات )
الباحث معتصم سمارة
عدة سيناريوهات ممكن أن نتوقعها لتطور الحالة
- أولا: استمرار الحالة لفترة قصيرة ممكن أن تستمر هذه الحالة المقاومة لفترة زمنية ليست بالطويلة في ظل غياب حاضنة سياسية وفكرية وقيادية لها، وفي ظل عدم تحولها الى حالة عامة تندمج فيها كل قوى المقاومة، وفي ظل معارضة السلطة لها وإن بالخفاء ومحاولتها وئدها من خلال فكفكتها بالعروض المغرية لبعض عناصر تلك الحالة سواء بالانضمام الى الأجهزة الأمنية والحصول على عفو من اسرائيل، أو من خلال التعاون مع الاحتلال استخباريا وصولا الى انهائها.
-ثانيا تطور الحالة الى مواجهة شاملة مع الاحتلال ..لاحتمال الآخر هو أن تتطور هذه الحالة في ظل التفاف جماهيري كبير حولها، حتى الان، وانتقالها الى مناطق أخرى في الضفة الغربية لتشكل حالة مواجهه شاملة مع الاحتلال ومستوطنيه تقود الى ربما الى انتفاضة عامة تنهي حالة اللاحرب واللاسلم في الساحة الفلسطينية ويتم عندها دخول قطاع غزة على خط المواجهة مباشرة مع الاحتلال.
-ثالثا - تطور هذا الشكل المقاوم لفترة زمنية طويلة
قد تجد السلطة في هذه الحالة مخرج لها من التبعية للاحتلال وفرصة في تغيير نمط العلاقة معه في ظل سطوة اليمين المتطرف الذي يريد من السلطة الفلسطينية أن تكون ذراعا أمنيا له تنوب عنه في حمل اعباء احتلاله، هذا الخيار ينطوي على مخاطرة من السلطة قد تقود الى انخراط أفراد من الأجهزة الأمنية في صفوف المقاومة، وهذا قد يعطي الاحتلال ذريعة الى ممارسة المزيد من اجراءات عدوانه واستيطانه.