الحاجة الى اعلام مقاوم في الساحه الفلسطينية
بقلم ثامر سباعنه – مركز الميدان للدراسات والابحاث
لا يستطيع أحد أن ينكر الدور المهم والحساس الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة في التأثير على الأذواق ، وعلى تغيير وجهات النظر والتوجهات ، بالاضافه إلى دورها في تثبيت الحكم أو إزاحته ، بالاضافه إلى أهمية الإعلام في الحصول على رأي الشارع والوصول إلى احتياجات المواطنين .وقد زادت أهمية الإعلام في العصر الحديث إذ أصبح العالم كله ( قرية صغيره ) تستطيع أن تعرف أخبار العالم كله وأنت تجلس في منزلك .
إن كل قضية عادلة تحتاج إلى من يحملها ويحميها وينشرها ويدافع عنها بالكلمة والقوة ، والاعلام ولا سيما المقاوم منه هو خير من يحملها ويدافع عنها بالكلمة الصادقة والموقف القوي. فالإعلام المقاوم هو المكمل لدور المناضل في المعركة، ودور الكلمة المقاومة لا يقل أهمية عن دور الرصاصة الموجّهة لصدر العدو، ودور الصورة المعبرّة لا تقل تأثيراً عن دور الصاروخ الموّجه لعمق العدو. فكلاهما – الإعلام والسلاح المقاومين – رافدان لمشروع التحرير ونهج المقاومة وطريق الصمود، ولذلك نحن كشعب تحت الاحتلال بحاجة إلى الإعلام المقاوم حاجتنا إلى السلاح المقاوم.
يمكن تعريف "الإعلام المقاوم" بأنّه: مجموع الدّراسات والممارسات الإعلاميّة الهادفة لنشر ثقافة المقاومة على المستويَين الفرديّ والجمعيّ، عبر خلق أو تعديل أو تثبيت الواقع في مواجهة واقعَي الاحتلال والهيمنة. وقد انطلقنا في التعريف من قاعدتين هما: الدراسات البحثيّة والإنتاجات الإعلاميّة لتحديد مساحات ثلاثاً للإعلام المقاوم: الحيّز البحثيّ، الحيّز الإنتاجيّ، وأخيراً الحيّز الزمانيّ- الجغرافيّ (الزمكانيّ([1]
ومع الارتفاع في أعداد عمليات المقاومه في الضفه الغربية خلال هذه الفتره ( صيف 2022) غدى واضحا أهمية وجود اعلام داعم للمقاومة، يخدم ويساهم في تعزيز حالة المقاومة في الضفة الغربية ، ولعل تجربة الاعلام المقاوم في قطاع غزة أظهرت نجاحها ونجاعتها خلال الحروب التي شنتها "اسرائيل" ضد قطاع غزة، ولعل دور الاعلام الفلسطيني المقاوم اظهر نجاحهه بشكل واضح خلال حرب سيف القدس (2021 م) فقد تميزت فصائل المقاومة الفلسطينية بخطابها الإعلامي المكثف والمدروس، خلال معركة سيف القدس الأخيرة. فوجهت رسائلها لشعبها وللاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي، ومع كل حدث بارز، ما دل على مواكبتها الدقيقة، وحقق نتائج ايجابية عديدة.
الثورة الرقمية وما واكبها من تطور في الاعلام ، في الوقت الذي أصبح فيه الاعلام يحتل مكانة بالغة الأهمية في المجتمعات وعلى كل المستويات ، ولقد غدى تأثير وسائل الاعلام واضحا ويطال كل الانشطه التي يمارسها الانسان ، بل وله التأثير الواضح على سلوكيات وتوجهات الناس، ومن الممكن تسخير الاعلام الجديد والرقمي بشكل واعي ومدروس لخدمة المقاومة .
معيقات أمام الاعلام المقاوم:
وهي كثيرة منها [2] :
** وثيقة مبادئ تنظيم البث الفضائي التي أعلنها وزراء الإعلام العرب في جلستهم الطارئة تناغماً مع طلبات جلسة وزراء الداخلية العرب وما يترتب عليها من تشريعات داخل البلدان العربية
** مشروع قانون الكونجرس الأمريكي باعتبار بعض فضائيات المقاومة منظمات إرهابية
** إغلاق مواقع قنوات للمقاومة على اليوت يوب بتحريض من مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية ((F.B.i
** الممارسات القمعية وغير القانونية ضد مكاتب ومراسلي المواقع والقنوات"
** قوانين الحبس في قضايا النشر والتي يعاني منها الإعلام المقاوم والمستقل في البلدان العربية
** الضغط على القنوات الفضائية لعدم استضافة رموز المقاومة المسلحة
إن حاجتنا للإعلام المقاوم تعني حاجتنا الى نشر ثقافة المقاومة، والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وتكريس الرواية والمفاهيم والمصطلحات الفلسطينية، والتركيز على البُعد والقصص الانسانية للصراعالمختفية وراء الأحداث والأخبار، والموازنة بين صورة البطل والضحية وبين عنفوان النضال الوطني ورقة مشاعر الحزن والألم، وإبراز عناصر ضعف الكيان الصهيوني وقوة الشعب الفلسطيني دون تهويل أو تهوين، والتأكيد على الدور التحريضي للمقاومة واستنهاض الروح الوطنية للنضال والتعبئة ضد الاحتلال، والمحافظة على الهوية الوطنية الفلسطينية والقومية العربية والدينية الإسلامية للعشب الفلسطيني وكفاحه الوطني، وتبني هموم الناس والدفاع عن أحلامهم.[3]
وهنا مطلوب اعلام مقاوم يعمل على :
- ضرورة نشر الرواية الفلسطينية وضحد الرواية "الاسرائيلية"
- توثيق عمليات القنص وإطلاق الصواريخ ، وتفجير ناقلات الجند، إضافةً إلى تصوير قطع السلاح التي يغنمها المقاومون من الاشتباكات.
- الإعلام المقاوم يسعى إلى أن يحرّك الهمم ويقوّي العزائم ويشحذ الحماسة ويستنهض الروح الوطنية لا سيما في أوقات الأزمات والحروب، فنعمل على تقوية الأمل بالنصر وقرب الخلاص ويتصدى لمن ينشر روح اليأس والهزيمة والاستسلام دون أن يمس ذلك بجوهر الحقائق وقيم المصداقية والموضوعية والأمانة
- استخدام المصطلحات التي تخدم المقاومة، والابتعاد عن المصطلحات التي تحمل معاني الاستسلام والضعف.
- ضرورة نشر كل ما يخدم المقاومين والمطاردين كطرق الاختفاء والمطارده، والتصنيع والتحقيق.
- الإعلام المقاوم يبرز الجانب الإنساني في كفاح الشعب الفلسطيني بذكر القصص الإنسانية الحية والمؤثرة التي قد تختفي في زحمة الأحداث الساخنة وتسارع الأخبار العاجلة. منها قصص بطولة وفداء، ومنها قصص تضحية ومعاناة، ومنها قصص انجازات ونجاح فردية وجماعيةإيجابية
- التركيز على يعزز العمل المقاوم، ويحفز الشعب الفلسطيني للصمود أمام آلة الإرهاب الإسرائيلي.
- الإسهام في شن الحرب النفسية ضد الاحتلال وجنوده ومستوطنيه ، و بث ما يضعف الجبهة الداخليه للعدو.
- غرس عقيدة التضحية والبذل والعطاء والتهيئة النفسية والمعنوية .
[1] على الطقش: الاعلام المقاوم المفهوم والتاسيس، موقع بقية الله https://baqiatollah.net/article.php?id=10075
[2] محمد السروجي: الاعلام المقاوم تحديات ونجاحات، (بتصرف ) https://www.alqassam.ps/arabic/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85/1841/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%AD%D8%A7%D8%AA