استشهاد "ديار العمري " --- مؤشرات ودلالات.
استيقظ الشعب الفلسطيني على فاجعة استشهاد الشاب الفلسطيني (ديار) من قرية صندلة في الداخل المحتل بطريقة الاعدام البشعة، فهز الحدث أركان المجتمع الفلسطيني في كافة أنحاء تواجده ، وتفاعل معه بشكل خاص ، وألقى الحدث بظلالة الثقيلة عليه.
إن هذا الحدث يؤشر الى دلالات في جميع تفصيلاته :
دلالات في عملية القتل ذاتها، ودلالات في شكل القتل ، ودلالات عديدة أخرى فى جنازة الشهيد ، والتفاعل مع الحدث.
فدلالات القتل ابتداءاً تشير إلى أن الشعب الفلسطيني شعب واحد مستهدف، وشقه في الداخل المحتل في دائرة الاستهداف أيضا، فهذا جزء أصيل من الشعب، حتى وإن حمل الهوية الزرقاء، فإن الاحتلال ينظر إليه بذات النظرة ، ويعمل على قمعه وإذلاله كما الحال مع إخوانه في الضفة الغربية وقطاع غزة - وإن اختلف حجم وشكل الاستهداف
إن المحتمل هو ذات المحتل، سواء أقام في مغتصبة في الضفة الغربية أو في مدينة "تل أبيب " المحتلة، فهو بذات الوحشية والبربرية.
و شكل القتل يحمل دلالات هذه البربرية، فهو قتل بدم بارد، فماذا يعني أن يختلف اثنان على الشارع، فيرفع أحدهما سلاحه ويقتل الثاني الأعزل ، إنها ذروة الاستخفاف بالدم الفلسطيني ، والنظر اليهم على أنهم "غويم " أغيار دون مستوى اليهود ، إنها التربية على أن اليهودي لا يحاسبه أحد، وأنه يستطيع أن يفعل فعله وينجو بجرمه، وأن هذه الدولة تشد على يديه.
بل إنها سياسة نشر السلاح ليكون موجود بيد المستوطنين حيث تواجدوا ، الرصاصة جاهزة للاطلاق متى شاء صاحبها.
في مقابل ذلك دلالات تلك الجنازة التي زفت الشهيد الى مثواه الأخير الجنازة التي أبرزت حقيقة هذا الشعب الأصيل ... جنازة اصطبغت باللون الأخضر ، امتلأت بالغضب، اهتزت بهتافات الشعب الثائر على محتله.
لقد جاءت الجنازة لتقول للاحتلال ذاته أن كل ما استثمرت في محاولات الاسقاط والتضليل وتفكيك شعبنا في الداخل لن يجدي نفعاً مقابل الدماء والطغيان والاذلال الذي تمارسه بحقهم ، فقطرة دم تُراق ظلما تغسل الكثير من نتائج ذلك الإفساد.
إن الهتافات التي سمعناها دقت ناقوس خطر لدى الاحتلال، شباب ثائر غاضب - يتوعد بالثأر لدماء أخيهم الشهيد، فأجهزة الأمن الاسرائيلية لا تتعامل مع ذلك على أنه حدث عابر، بل مؤشر على ما في الصدور.
إن طبيعة الهتافات، ورفع الرايات والسلوك العام فى الجنازة كل ذلك يشير الى أن الشباب الفلسطيني في الداخل يتابع ما يقوم به مثيله في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ويحاول أن يحاكي سلوكه الثائر.
لا نبالغ إن قلنا أن عمليه قتل ديار العمرى تركت خلفها بصمات سينظر اليها كل طرف بعينه، فأحرار الداخل سيعتبرونها حدث يمكن البناءعليه، وحلقة في مراكمة محفزات النضال .. والاحتلال سيعتبره حدث قد يتطور الى ردات فعل ، مما يعني ضرورة أن يعالج هذه الآثار ..!