الجيوبولتيك Geopolitics

بقلم ثامر عبدالغني سباعنه -فلسطين

 

الجيوبولتيك التعريف :

عرفّهُ رودولف كيلين - Rudolf Kjellen والذي يُعد أول من استخدم مصطلح الجيوبوليتيك عام 1905 في كتابه "الدولة مظهر من مظاهر الحياة" على أنَّه: "دراسة البيئة الطبيعية للدولة، وأنَّ أهم ما تُعنى به الدولة هو القوة، كما أنَّ حياة الدول تعتمد على التربّية والثَّقافة والاقتصاد، والحكم وقوّة السلطان".

أما كارل هاوسهوفر - Karle Hawshofer فقد عرف علم الجيوبوليتيك على أنَّه: "العلم القومي الجديد للدولة، و هي عقيدة تقوم على حتمية المجال الحيّوي بالنسبة لكل العمليات السياسية"، حيث اِعتبر هاوسهوفر علم الجيوبوليتيك بمثابة العلم الجديد للدولة الذي يستند إلى الجغرافيا السياسية بدل أمور أخرى.

في حين عرفَّه بيار ماري كلاوس - Piene Marie Gallois على أنّه: "دراسة العلاقات الموجودة بين تسيير أو قيادة القوة على المستوى العالمي والإطار الجغرافي الذي تمارس فيه".

أما إف لاكوست - Yves Lacoste فقد اعتبره: "دراسة لمختلف أشكال صراع السلطة على الأرض، والقدرة تقاس بالموارد التي يحتويها الإقليم وبالقدرة على التخطيط خارج الإقليم“.

اذا ومن خلال التعريفات السابقة يمكن الحديث عن استخدام الجغرافيا في قوة الموقف السياسي للدولة ، و التّأْكيد على أنَّ الغرض للجيوبولتيك هو جعل الجغّرافيا في خدمة الدولة أيّْ بعبارة أخرى أكثر دقّة كيف يمكن لصانّع القَّرار جعل الموقع الجغرافي كمصدر قوّة للدولة في التعبير عن مواقفها السياسية، ولعل هذا العلم –وان ظهرت تعريفاته حديثا – الا ان الحضارات والدول ومنذ نشأة الدول ادركت الاهمية الجغرافيه لهذا الكيان السياسي، ولعل العديد من الحروب تحكمت فيها وحسمتها الجغرافيا.

 

الاسس الرئيسية لعلم الجيوبولتيك:

1. الموقع الجغرافي للدولة

2. شكل الدولة ومساحة رقعتها

3. المناخ

4. السكان

5. الموارد الطبيعية

 

أهمية الجيوبولتيك :

أ. ترجع أهمية الجيوبولتيك لأى دولة من دول العالم لعظمة إسهامه في تحديد أسس البقاء للدولة ونموها وإزدهارها ، وعلي ضوئه يتم تحديد أبعاد الأمن القومي ، وبالتالي تشكيل الأهداف والمصالح القومية . كما أنه يؤدي إلي طرح بدائل العمل السياسي والمناورة السياسية لمتخذي القرار ، ومن ناحية إنه يضع أسس تقويم قوة الدولة بالنسبة لموقعها الجغرافي ، وتحديد إتجاهات وقنوات إستخدامها ، وبالتالي يمكنه تشكيل علاقة الدولة بالمجتمع الإنساني بصورة تخدم مصالحها وتؤمن أهدافها ومطالبها المتعددة بشكل أقرب إلي الواقعية والعقلانية.

ب. علي الرغم من أهمية هذا العلم نجد أنه يعد من العلوم غير المألوفة لدي الدارسين ويمكن إرجاع ذلك إلي مايلى :

(1) ضيق دائرة المهتمين بهذا العلم بحيث لاتتعدي نطاق المسؤولين من إتخاذ القرار السياسي والعسكري للدولة .

(2) إرتباط هذا العلم من حيث نشأته وتطوره بالمدرسة الجيوبولتيكية الألمانية ، والتي قام الرايخ الثالث علي معظم تعاليمها ومبادئها ، فضلاً عن أثره البالغ في سياسة هتلر التوسيعية .

(3) الحظر الذي تفرضه الدول العظمي علي نشر هذا العلم مما يضيق دائرة المهتمين به .

(4) عدم إهتمام الجامعات والأكاديميات والمعاهد العليا ومراكز البحوث الإستراتيجية والقيادات الإدارية والتنفيذية والسياسية الي تدريسه والإشارة الي تعلمه والسعي الي الإفادة منه .