الكتاب يُعرف من عنوانه
في يوم ذكرى قتلى الكيان الصهيوني يتم تقديم الكثير من العاطفة للجمهور الصهيوني في إطار استحثاثي تحريضي؛ للتذكير بأن الكيان يقع في وسط محيط معادٍ لا يلقي بالًا لعذابات اليهود.
لا غرابة في هذا الخطاب، فالحركة الصهيونية ووليدتها الكيان الصهيوني عملا على ترميز الحوادث والأسماء لصنع نوع من الرواية وتثبيتها في قائمة طويلة من المطويات اللانهائية ضمن سردية تاريخية مصطنعة.
الهدف من كل ذلك توحيد الوعي العام للجمهور الصهيوني نحو المخاطر التي لا تنته، لكن وبعد مسار طويل من التمايزات الاجتماعية والسياسية والقطاعية وغيرها، لم تعد الترميزات المعدّة بشكل محكم تؤتي أكلها؛ وذلك لأمر في غاية البساطة، وهو صعود وعي ليبرالي مضاد للوعي الديني التاريخي المزيف في داخل الكيان الصهيوني.
ومع ذلك تستمر المؤسسة الرسمية بتقديم ما يدعم الأفكار المؤسِسة للمشروع الصهيوني مثل عناوين المقالات الرئيسية في الصحف العبرية، كـ : من أجل الأخوة، ولنصر الأخوة، وألم عائلات الثكلى، ونحن هنا وشعب واحد ليوم واحد، الخ..
وكل هذا يدلل على ما قدمناه سابقًا، إلّا أن حقيقة الأمر أكثر تعقيدًا.
فما كان يعرف بالصدوع داخل المجتمع الصهيوني أصبحت اليوم انقسامات، وما كان خلافًا فكريًا أو أساسيًا أصبح صراعًا قطاعيًا جبهويًا.
وهذا ما يقودنا إلى إعادة تقييم تماسك المجتمع الصهيوني وإمكانية مواجهته من خلال التصدعات الناشئة وغيرها؛ مما يمكن لمحور المقاومة الرهان عليه أو استحداثه.
اليوم لا يمكن تورية الحقائق برموز أو سرديات زائفة، فالحق الفلسطيني في الأرض والتاريخ أقوى بكثير من القصة والرواية الصهيونية.
فقدان هذه العناوين لبريقها، يعني فقدان التأثير والتأثر بها، وبالتالي عدم وجود مصداقية لها.
العامل المساعد لما سبق هو مدى تأثير نشاطات محور المقاومة على الرمزيات والسردية الصهيونية الحديثة كما قدمها "ادوارد سعيد" وهولًا إلى إظهار الحق الفلسطيني وغلبته على الخطاب الصهيوني.
ولنصل إلى ذلك يجب العمل على إثراء الوعي الجمعي الفلسطيني والعربي إلى الإسلامي؛ من أجل تحدي سطوة القصة والرواية الصهيونية المضللة.
الأسير / إسلام حسن حامد