العيد يرسمُ النصرَ في جنين

الى جنين ومخيمها كل عام وأنتم أهل الإنتصار والمقاومة.

في الطريقِ إلى وادي برقين ، خروجاً من المخيم ، تداعبك نسمات خفيفة تتحرك مع مسار الكون بإتزان ، تقف أمامك في سكون المشهد كأنها شجرة الطور المقدسة ،محرمة على غير المهتدين.

تجدها باسقة من العدم ،شجرة (الكينا) الكبيرة ، عجوز تظلل مقبرة الشهداء ، تحنو عليهم، وتمدُ إليهم شريان الحياة من هوى المخيم.

 

منتصبةً في مكانها من الأزل إلى الأزل ، تذكر كل من عبروا من تحتها أن من خلفي قبور الشهداء  تحييكم ، تركوا للوالهين في المخيم علامات تُزين بالشواهد أسماء أرواحٍ سُجِّيَتْ، في برزخها نحو الجنة.

 

لا تغفل عن حقيقة  الشجرة ، فهي الشاهد على كل من رحلوا ،وتركوا السيوف مسلولة ، تحكي عن معارك ضارية ،هاج التكبير فيها ، فانتصر أهل الحق على الباطل ( فيدمغه فإذا هو زاهق).

 

لا حزن اليوم، فها هي قوافل السائرين تلتحق بالسابقين ، مشاعلٌ من نور تحيط بالبيت المقدس ، وتردد التهليل والتكبير مع النفير، عالياً في المأذن والقبابِ السامية ، أو عند سفح الجبل في الجابريّات  لا يضرها كل دونٍ فهو دون، أو ناكص عن الركب ملعون.

 

يتقدم المخيم بارزاً من بين ركام الهالكين ، يسند بعضه بعضاً، ويعمّر حطامَ أحلام المجاهدين ، يقف متمترساً خلف أجساد الشهداء ، وأنين الجرحى وآهات المكلومين ، تنتشر بين المداخل والمخارج.

تنظر للقدس من مكمنها ، وريح البارود ينعش الذوات المكسورة تنتشي في عشق السواعد القوية ، والأيادي الصلبة، ترفض الخضوع أو الإستسلام وهي تحمل الطويلة السمراء.

 

ثم يردد المخيم كل عام وأنتم بخير، وإلى القدس أقرب ..

 

 

إسلام حسن حامد