تمهيد ...

كثيراً ما يتحدث أبناء الشعب الفلسطيني عن المقاومة على اختلاف أشكالها وأدواتها وميادينها، فهم يعيشونها واقعاً عملياً، يمارسونها، ويفخرون بها، ويدفعون ثمنا ان لزم الأمر. والأسرى كشريحة مهمة من شرائح هذا الشعب تعيش هذا المفهوم أكثر من غيرها، وتخوض فيه بعمق يفوق الشرائح الأخرى. فالسجون ميدان ساخن من ميادين المقاومة، ويخطئ من يظن أن المجاهد والمناضل بدخوله السجن قد انتهى دوره في المقاومة، ودخل مرحلة سبات أو انتظار للموت. بل هو يعيش المقاومة بكافة تفاصيل يومياته، يقاوم سجانه، ويواجه غطرسة عدوه، ويعمل على افشال مساعيه ومخططاته.

في السنوات الأخيرة كثر الحديث عن الدراسة الجامعية في السجون، وتحديداً بعد أن قام الإخوة في قطاع غزة بخطوة جريئة انتظرناها طويلاً، وناضلنا من أجلها عقوداً، وهي افتتاح فرع للتدريس الجامعي داخل السجون. فكانت خطوة من أهم ما استجد على الساحة الاعتقالية منذ أكثر من عقد ونصف.

بدأ هذا المشروع محدوداً يحتاج إلى الكثير من التطوير، الا أنه قام على أساس صلب يمكن البناء عليه. وسرعان ما تطور قدماً، وامتد أفقياً وعمودياً، حتى وصل الى ما هو عليه.. ولا زال يحتاج الى مزيد التطوير.

في هذه السطور أردنا أن نضع أبناء شعبنا والقارئ الكريم على وجه العموم في صورة الانجاز الذي حققته هذه الخطوة، والتغيير الذي أحدثته، والأثر الذي تركته على الأسرى الأبطال في معاقلهم، ليدرك الجميع أنها عمل مقاوم، وجهد وطني، ومنحة إنسانية، قدمها أصحابها وفاءً للأسرى (الشهداء مع وقف التنفيذ).

 

للاطلاع على بقية الدراسة يُرجى تحميلها من المرفقات أعلاه ..