الكنتينا في سجون الاحتلال .. سيف ذو حدين
بقلم ثامر سباعنه– مركز الميدان للدراسات والاستشارات
الكنتينا هي المقصف أو البقاله التي تحتوي على ما يطلبه الأسرى من إدارة مصلحة السجون من الأطعمة والاحتياجات الضرورية مثل أدوات تنظيف، طعام، مشتريات بعض الملابس، حيث تشترى لهم بعد أن يتم تحويل المبلغ الشهري لهم من قبل السلطة او من قبل أهالي الاسرى.
وللأسف التعاقد في الكنتينا للأسرى يتم مع شركة إسرائيلية والتي طبعا تعمل على ترويج البضائع الإسرائيلية، و التي هي مرتفعة السعر مقابل باقي البضائع وخاصه البضائع المحليه الفلسطينية، إضافة الى أنه يدعم خصخصة السجون الإسرائيلية ويجعلها مجالاً للاستثمار الإسرائيلي.
أصبحت الكنتينا للأسف بدل من تحميل الاحتلال المسؤولية وعبء الأسرى بتوفير احتياجاتهم الأساسية والضرورية والصحية من قبلها وعلى حسابها الخاص ما دامت هي الدولة المحتله، أصبح العبء على الأسرى واهاليهم.
يتم تحويل الاموال للأسرى من قبل أهالي الاسرى وهيئة الأسرى و التنظيمات لكل أسير حسب تنظيمه، حيث تدفع لأهالي الأسرى وتدخل للأسير داخل السجون لمصاريف الكنتينا إما من خلال البريد أو من خلال بوابات السجن حيث تسلم لضابط السجن ويحصل الأهل على وصل بذلك.
ماذا تستفيد إدارة مصلحة السجون من الكنتينا؟
لقد غدت الكنتينا في السجون أداة ضغط تستخدمها إدارة السجون للضغط على الاسرى اضافه لاستخدامها كعقوبه يُعاقب الاسرى من خلال حرمانهم من الكنتينا او حرمانهم من أصناف معينه في الكنتينا، كما تقوم بمصادرة مبالغ الكنتينا للضغط على الاسرى او كعقوبه للأسرى على خطوات قام بها الاسرى.
كما أصبحت الكنتينا استثمار لمصلحه السجون ومصدر اقتصادي، فارتفاع أسعار المواد المُباعه للأسرى اضافه لضمان مبلغ شهري يتم إدخاله بشكل دوري للكنتينا وبالتالي تسجيل أرباح للشركات الاسرائيليه ولمصلحة السجون.
كما أن وجود الكنتينا يجعل مصلحة السجون لا توفر أي احتياجات إلا إذا قامت السلطة فقط بالتمويل وفي حالة عدم توفر الأموال يبقى الأسرى في حرمان من الحقوق الإنسانية التي من اللازم أن تقوم بها الدولة الآسرة حسب الاتفاقيات الدولية.
اضافه الى أن وجود الكنتينا في السجون ساهم في اعفاء إدارة السجون من العديد من الالتزامات التي كانت تتكفل بها إدارة السجون سابقا خاصة مواد التنظيف وبعض أنواع الاطعمه والخضار، فقد توقفت إدارة السجون عن توفير هذه الأمور كحق للاسير وتحول الى صنف يشترى على حساب الأسير.
الانعكاسات الاقتصادية السلبية للكنتينا على الاسرى:
صحيح ان الكنتينا توفر احتياجات الاسرى وتساهم في تغيير ظروف الاسر والاعتقال، لكن بنفس الوقت أصبحت الكنتينا عبء اقتصادي على الاسرى واهاليهم.
الاسرى ونتيجه رداءه ما تقدمه إدارة السجون من طعام، او نتيجه التضييق في ادخال الملابس للأسرى، فيظطر الأسير للجوء الى الكنتينا ونحن نتكلم هنا عن ارتفاع في المصروف والاحتياجات الماليه للأسير وبالتالي انعكاس ذلك على عائلات الاسرى، كما أن عبء الأسير المدخن أكبر وأكثر فنحن نتكلم هنا عن مصروف شهري لا يقل عن 800 شيكل فقد للدخان.
ولا انسى هنا ذكر موضوع التمييز في موضوع الأموال المحوله للأسرى حسب تنظيمهم ،ومقارنة ما يحصلو عليه اسير من تنظيم معين مقابل ما يحصل عليه أسير آخر من تنظيم آخر، كما أن الأسير الذي لا ينتمي لأي تنظيم سيحرم من ذلك وهذا سيؤدي لوجود نوع من التباين بين الاسرى.
القوانين المحلية والدولية الخاصة بالموارد المالية للأسرى داخل السجون:
- حسب قانون دعم الأسرى في السجون الإسرائيلية رقم (14) لسنة 2004م المادة (2) " يتم إنشاء حساب لدعم صمود الأسرى وأسرهم ".
- المادة (3) من قانون دعم الأسرى في السجون الإسرائيلية رقم (14) لسنة 2004م البند (2) " أن إحدى الموارد المالية للحساب ما تخصصه وزارة المالية في الموازنة العامة ".
- صدر قرار مجلس الوزراء رقم (87) لسنة 2004م بشأن مخصصات الأسرى مادة (1) بند (1) " زيادة المبلغ المخصص لاحتياجات الأسرى من (105) مليون إلى مليوني شيكل شهريا ً ".
- قرار مجلس الوزراء رقم (87) لسنة 2004م بشأن مخصصات الأسرى مادة (1) بند (2) " على وزير المالية الصرف بشكل منتظم لمستحقات أسرى م .ت . ف بواقع (800) شيكل لكل أسير شهريا وعلى وزير شؤون الأسرى والمحررين متابعة تنفيذ القرار ".
- قرار مجلس الوزراء رقم (37) لسنة 2006م بشأن مستحقات الأسرى في السجون الصهيونية مادة (1) صرف المستحقات " تصرف مستحقات صناديق الشراء للأسرى ( الكنتينا ) في السجون الإسرائيلية والبالغة (2.600.000) مليونين وستمائة ألف شيكل شهريا لكافة الأسرى دون استثناء ".