يأتون في شاحنات الخضرة والحليب : هكذا تعمل الوحدات السرية في قلب مخيمات اللاجئين مع قدرات تفوق كل خيال ، يرتدون ملابس السكان المحليين ، يعرفون الازقة مثا كف يدهم كما يعرفون النميمة والقيل والقال المحلي . يقومون بادخال قوات على هيئة مدنيين محافظون الى قلب العدو - عندها يعطون الاشارة للقوات المسلحة للبدء في الهجوم.
1- بمجرد وصول "المعلومة الذهبية " للشاباك حول مخبأ الأشخاص المطلوبين المسلحين في قلب مخيم للاجئين ، يتم إجراء تقييم سريع للوضع حول نوعية القوة المستعربة التي سيتم إرسالها أولاً للمهمة. المهمة الاولى لهذه القوة هي الوصول الى منطقة المبنى ، حتى تستطيع جمع اكبر قدر ممكن من المعلومات الاستخبارية التفصيلية حول المكان ، لتقوم ببناء صورة وضع حاسمة لاستمرار العملية ، الامر الذي يمهد الطريق امام بقية القوات المقاتلة.
من بين الاسباب التي يتم تحديد هوية القوة المستعربة وفقها ، مستوى الخطر القادم من مدى استعداد المسلحين في المخبأ للقتال حتى الموت ، نوع مخيم اللاجئين او القصبة وطبيعة موقع المبنى ومدى الخطر المترتب على ذلك . الاولى ، هي الاكثر استعداد ، تدريبا ومهارة وهي مستعربي وحدة مكافحة الارهاب ( اليمام ) - مجموعة صغيرة من الجنود الذين ينظر اليهم باعتبارهم ( جنود فريدون ) . الى جانب القدرات البشرية والتكنولوجية التي تفوق اي خيال ، فإنهم يعتبرون الوحدة الرئيسية للشاباك. لذلك ، فإن استخدامهم لن يحدث إلا عندما يكون مستوى الخطر في اعلى مستوياته . وسيكون ذلك بناء على توصية من رئيس الشاباك في منطقة الضفة الغربية والقدس ( من اهم المواقع التي تؤهل من يكون فيها لقيادة الجهاز لاحقا ) ، بموافقة قائد المنطقة الوسطى ، وبالتنسيق مع ضابط العمليات الخاصة في قيادة المنطقة الوسطى - وهو نفسه رجل اتى من القوات الخاصة ويعرف نبضة قلب كل مستعرب .
بعد ذلك ، حسب مستوى التهديد ، قد يتم اختيار وحدة المستعربين التاببعة لحرس الحدود في الضفة الغربية ،واخيرا يتم اختيار وحدة الدفدوفان التابعة لقوات الجيش الاسرائيلي .
2- في اللحظة التي تحصل فيها العملية على " الضوء الاخضر " تصبح جميع الاجهزة في حالة تأهب شديد لمتابعة المرحلة الاولى والاكثر حساسية . في هذه اللحظات يكون المستعربون في السيارات التي تحمل لوحة ترخيص فلسطينية منذ بعض الوقت. يرتدون نفس ملابس سكان المخيم ، نظراتهم ثاقبة بما فيه الكفاية ويتحدثون اللهجة المحلية جيدا . مع وجود هوية اخرى لهم تغطي على هويتهم الحقيقية تكون بمنتهى الدقة تقريبا وذلك لتجنب المفاجات ، يعرفون الازقة والطرق المختلفة مثل كف ايديهم ، كذلك المحلات التجارية ، العائلات المحلة ، الشخصيات البارزة في المخيم والمزاج العام في الشارع بما في ذلك من تزوج يوم امس . بالنسبة للطريقة التي يخبئون بها مسدسساتهم فهي تتفاوت بين شخص واخر كما اخبرنا بذلك احد العناصر القديمة في هذه القوات . هناك من سيخفيه في بطنه ، او في قميصه ، رجله ، صدره او بشنطة خاصة . يتعلق الامر بطبيعة اللباس ، الظروف والعادة . الامر المهم انه يمكن سحب السلاح في لحظة الحقيقة خلال اجزاء من الثانية ويكون جاهزا لاطلاق النار .
3- في الطريق إلى مكان العملية ، سيتعين على المستعربين أن يمروا بعيون المواطنين الفلسطينيينى البسطاء ، ولكن بشكل رئيسي من خلال المناطق الخاضعة لسيطرة نقاط الاستطلاع على الأسطح ، ونشطاء المنظمات المسلحة الذين يعيشون في المخيم بشكل روتيني ودائرة المساعدين المقربين منهم الذين يؤمنون الشقة التي يختبأ فيها المطلوبون . في بعض الأحيان ، سيكون هناك مالك محل حلاقة محلي على محور حركة رئيسية يقوم بفحص حركة المركبات المشبوهة وإبلاغ ابناء المخيم المسلحين.
بعد إعطاء "الضوء الأخضر" من قبل المستعربين ، ينتقل الجنود من النشاط الخفي إلى العلني بسرعة 200 كم / ساعة. كل ثانية حاسمة ومهمة لأن المطلوبين قادرين على الهروب أو الاستعداد للهجوم. وفقا لما يتم نشره في وسائل الاعلام الفلسطينية ، في نفس تلك الثواني ، يدخل جنود يرتدون الزي العسكري الإسرائيلي في سيارات مستعربة . كل دخول من هذا القبيل يرافقه عناصر وحدة العمليات الخاصة التابعة للشاباك ، والتي تدخل في كل عملية قدرات تكنولوجية ، وأنواع عديدة من الاستخبارات ، واتصال مباشر بمقر الوحدة.