الأسرى و بن غفير

بقلم ثامر سباعنه – جنين

سجون الاحتلال على صفيح ساخن، والأمور تُنذر بمواجهة قريبه بين الاسرى وإدارة السجون، وهذا التصعيد من قِبل الاسرى جاءت بعد سلسله من التصريحات والقرارات التي يُطلقها الوزير الاحتلالي بن غفير والتي يستهدف بها الاسرى في سجون الاحتلال.

الاستهداف الحالي هو استهداف لكل الحركة الأسيرة، وليس لفصيل أو جماعة معينة، بل هو استهداف لمنجزات وحقوق الأسرى التي كان الاسرى قد قدموا ارواحهم ودماءهم لتحقيق هذه الإنجازات طيلة مسيرة الحركة الاسيرة، ان قرارات بن غفير ستؤثر بشكل مباشر على حياة الأسرى اليومية، وهو ما يدفعهم لمواجهة هذه الإجراءات متحدين، ولن يتهاونوا في الدفاع عن حقوقهم ومنجزاتهم.

تأثير القرارت على الاسرى:

خفض ساعات الاستحمام، وتقليل زمن المياه الساخنه، واستهداف خبز الاسرى وغيرها من القرارات التي يتحدث هنها بن غفير ويسعى لتحقيقها قد يظن القاريء او المطلع انها قرارات بسيطه وتافهه ولاترتقي لان تكون سببا لمواجهات وعصيان الاسرى لقوانين السجون، لكن المُطلع على حياة الاسرى، والذي جرب الاسر والقيد يُدرك خطورة هذه القرارات ويدرك مقدار تأثيرها على الحياة اليومية للأسرى، فهذه القرارت أولا ان قبلت بها الحركة الاسيرة ستكون مُقدمه لسلسه أخرى من القرارت الظالمه والقاسيه بحق الاسرى، ثانيا هذه القرارت تُضيق على الاسرى ولها تاثير مباشر على حياة الأسير وبرنامجه اليومي كما انك تتحدث عن اقسام بها حوالي 60 الى 120 اسير وبالتالي لن يستطيع كل الاسرى الاستحمام بشكل يومي خاصه في فصل الشتاء.

بن غفير واستهداف الاسرى:

واضح جدا أن بن غفير يلجأ لإصدار قرارات لإدارة السجون لاستهداف الاسرى والتضييق عليهم، وقد يصل به الحال لاصدار قرارات لادارة السجون للجوء للعنف، وكل ذلك في محاولة منه للتغطية على فشله وعجزه بالهروب للأمام، فقد بات واضحا امام الجميع ضعف بن غفير وتخبطه وتطرفه الذي قاده لان يصبح ماده يتندر بها المجتمع "الإسرائيلي" وبالتالي بات بنة غفير يبحث عن انتصار يحققه لذاته ويُسوقه أمام المجتمع الاحتلالي ويظن أن الاسرى الان هم الخاصرة الضعيفه للفلسطينيين، ويمكن له من خلال استهدافهم أن يحقق انتصاراته، خاصه انه يضع إدارة السجون في المواجهة المباشرة مع الاسرى بدلا منه .

الحركة الاسيرة وموقفها:

الحركة الأسيرة موحدة في وجه إدارة السجون وحكومة الاحتلال، وسنجد مشاركة لجميع الفصائل الفلسطينية الاسيرة في هذه الفعاليات الرافضة لقرارات الاحتلال، فالأسرى يسعون من خلال خطواتهم للدفاع عن حقوقهم ومنجزاتهم التي انتزعوها بالدم والصبر،وتدرك الحركة الأسيرة أن تنازلها عن أي من حقوقها وإنجازاتها، يعطي ضوءًا أخضر لحكومة الاحتلال لسحب باقي الإنجازات، لذلك لن تتنازل عن أي من إنجازاتها.

واطلقت الحركة الاسيرة برنامجها التصعيدي ووضعت خطوات قوية ومؤثره،هذه الخطوات يمكن أن تؤتي أكلها، لأن الاحتلال يدرك أن تفجر الأوضاع في السجون وقيام الأسرى بخطواتهم وصولا إلى الإضراب، سيقود لاشتعال الشارع الفلسطيني المشتعل أصلا، فاشتعال السجون، سيرفع من حدة المواجهة ضد الاحتلال في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وسيكون لذلك انعكاسًا على الوضع المتفجر في فلسطين، وقد يصل لمواجهة مع المقاومة في غزة.

ما هو المطلوب فلسطينيا:

مطلوب أن يأخذ كلٌ دوره من خلال حراك حقيقي لنصرة الأسرى ودعمهم وعدم تركهم وحدهم في الميدان.

مطلوب تحرك رسمي في ميادين المؤسسات الدولية والقانونية،وطرح قضيه الاسرى في كل المحافل، وان تتحرك السفارات الفلسطينية المنتشره في عواصم العالم لتصبح منابر لنقل رساله ومعاناة الاسرى، ولابد من حراك سريع وعدم انتظار تدهور الأمور في السجون والوصول بالاسرى الى مرحلة الاضراب الشامل عن الطعام.

مطلوب حراك شعبي في المدن الفلسطينية ،والخروج بمسيرات واعتصامات ومواجهات عنوانها الاسرى وحقوقهم.

 دعم وإسناد إعلامي للأسرى في نضالهم ، ونشر قضيتهم بكل اللغات وعلى كل المنصات الإعلامية.