الجيل الفلسطيني الجديد (جيل ال Z) هو التحدي في موجة الإرهاب الجديدة .
----------------------------
يقف خلف سلسلة الهجمات الحالية - بين أن كانت وقعت أو إذا جرى احباطها - شبان ، الصورة الجماعية لهم مختلفة عن تلك التي عرفناها نحن أو حتى القيادة الفلسطينية في الماضي القريب . ليس لهم أي انتماء سياسي ، ولا تقف خلفهم تنظيمات ، غير متعلمين ، عاطلون عن العمل من دون آمال كبيرة " للتدبر بحياتهم " . تزاوج اليأس من أوضاعهم والكراهية تجاه الاحتلال تشعل النار .
-----------------------------------
إيهود يعري : القناة 12
----------------------------
أحد معارفي القدامى رئيس مركز القدس في الاردن عريب الرنتاوي - ليس مريدا للصهيونية - يذكرنا ما هي الرؤيا التي كانت سائدة بعد ابعاد ياسر عرفات : في شهادته أمام الكونغرس الأمريكي قال الجنرال كيت دايتون رئيس الطاقم الامني الأمريكي الذي أعد ودرب أجهزة الأمن الفلسطينية أن الهدف هو إعادة بلورة الشخصية الفلسطينية " إنتاج الفلسطيني الجديد "- الذي يرى بحماس والجهاد الإسلامي وكتائب الأقصى أعداء (!) ويرى في نفس الوقت باسرائيل حليفا له ....لاحظوا معي كم كان حلمنا بعيدا .
لهذه المهمة انضم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ، الذي أمضى معظم وقته في القدس وعمل بقوة على تطوير الاقتصاد في الضفة الغربية ، تحسين الخدمات والتركيز على البنى التحتية .بالفعل في السنوات التي التي تولى فيها سلام فياض رئاسة الوزراء ( حتى تم ركله خارجا من ختيارية حركة فتح ) نجح في تقليص نظام الاسراف في توزيع المرتبات في القطاع العام الذي يتصخم عاما بعد عام .
الاشخاص الذين كانوا مستهدفين بأن يكونوا الجيل الاول من الفلسطيني الجديد تجاوزوا الان سن الثلاثين واكثر . كما هو معروف لم ينجحوا بتحقيق طموح دايتون وبلير وامتصهم الحاضر الرمادي بكل صعوبات الحياة وصعوبة الحصول على عمل مناسب في ظل سلطة تعتاش على الفساد . رجال أجهزة الأمن الفلسطينيين الذين علق الجميع آمالهم عليهم تم ترقيتهم لضباط - حيث أصبح هناك عدد الضباط أكثر من الجنود - جزء منهم يخدم في نصف وظيفة وما يلبثون أن يغادروا مسرعين إلى العمل في السوق أو بسطة العائلة .
ثم جاء جيل ال" X" - المغنين الفلسطينيين دون ال 25 . وكما يصف الرنتاوي - وانا اتفق معه - فإنهم ليسوا رهائن قيود الديون للبنوك بعد أو انشاء أسرة بعد .كما أنهم ليسوا رهائن صعوبات الحياة الأخرى . هم لم يعيشوا هزيمة الانتفاضة الثانية ولا يعرفون اسماء قادتها - بما فيهم مروان البرغوثي -وهم ليسوا قريبين منهم . هم مجردون من الأوهام وخيبات الامل التي رافقت أوسلو . لا يكنون اي احترام لفتح الهزيلة ، المنحرفة ، ولا اي تقدير لحماس المنغلقة على نفسها في غزة ، كما انهم يسخرون من الحديث المتواصل عن المصالحة الوطنية وكذلك من الحرب السياسية التي يخوضها ابو مازن . هذه هي شخصية عرين الاسود في نابلس والمجموعات المسلحة في جنين واكثربة المهاجمين في الأشهر الأخيرة : أنهم لا يتصرفون من خلال الشبكات الاجتماعية وغريزتهم تطلب منهم تجنب تشكيل تنظيمات واسعة أو الانضمام للفصائل القديمة أو حتى إبراز قادة من بينهم . حتى الآن لم يحاول تي منهم تقديم خطة عمل أو رؤيا سياسية أو خطوات لأخذ زمام المبادرة والقيادة . أنه جيل غاضب وحزين مجرد من الأوهام والطموح وبعيد جدا عن السياسة . أكثرهم غير متورطين في جرائم جنائية وفي نفس الوقت ليسوا تواقين للذهاب إلى الجامعات ولو مكناهم أكثر من نصف سيكونون من المهاجرين . واذا حصلوا على تصاريح عمل في اسرائيل فإنهم سيخرجون بين وقت لآخر ولكن ليس بشكل دائم ، من خلال الحواجز إلى المعابر . يعتقد رنتاوي أنهم سيدفعون في المستقبل الجمهور العربي إلى صياغة استراتيجية جديدة في مواجهة إسرائيل . في هذا الاعتقاد - اظن أنه مخطئ : لديهم القدرة على الاستمرار في شن الهجمات بين وقت لآخر ، لكن قوتهم في المثابرة على جر وقيادة من هم اكبر منهم سنا هي محدودة للغاية .