الأسرى وصفقات التبادل.. إلى الواجهة من جديد
15 أكتوبر 2025
تمثل صفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي حدثا مفصليا يتجاوز البعد الإنساني، لتصبح فرصة سياسية ووطنية لإعادة ملف الأسرى الفلسطينيين إلى واجهة الاهتمام الإقليمي والدولي. فعلى مدار سنوات طويلة، ظلّ هذا الملف محاصرا في زوايا الإهمال الدولي، رغم ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات قاسية ومعاناة يومية داخل سجون الاحتلال.

تعاملت المقاومة الفلسطينية مع ملف الأسرى باعتباره قضية وطنية مقدسة لا تخضع للمساومة، إذ جعلت من حريتهم أحد أبرز أهدافها في أي مفاوضات أو مواجهات مع الاحتلال. فالمقاومة تنظر إلى الأسرى على أنهم رموز للنضال الفلسطيني وامتداد للمقاومة ذاتها، لذلك سعت جاهدة إلى تحقيق صفقة تبادل شاملة تُنصفهم وتعيد لهم حريتهم وكرامتهم. وقد أثبتت التجارب السابقة، مثل صفقة وفاء الأحرار عام 2011، أن المقاومة قادرة على فرض إرادتها وانتزاع حرية مئات الأسرى من خلف القضبان رغم تعنت الاحتلال.
فالمقاومة تنظر إلى الأسرى على أنهم رموز للنضال الفلسطيني وامتداد للمقاومة ذاتها، لذلك سعت جاهدة إلى تحقيق صفقة تبادل شاملة تُنصفهم وتعيد لهم حريتهم وكرامتهم.
في المقابل، يتعامل الاحتلال الإسرائيلي مع الأسرى الفلسطينيين بعقلية انتقامية وعنصرية، مستخدما الاعتقال والتعذيب والعزل كأدوات لكسر إرادتهم وإضعاف معنويات الشعب الفلسطيني. الأسرى يعانون أوضاعا إنسانية صعبة في ظل الاكتظاظ وسوء المعاملة والإهمال الطبي المتعمد، ما يجعل حياتهم داخل السجون أشبه بمعركة بقاء يومية. ورغم كل ذلك، ما زالوا صامدين، يرفعون راية الكرامة والثبات في وجه السجّان.

ويكشف هذا الملف مجددا عن الغياب الكامل للمؤسسات الدولية التي تُفترض فيها مسؤولية حماية حقوق الإنسان. فالصليب الأحمر والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان التزمت صمتًا مريبًا تجاه الانتهاكات اليومية بحق الأسرى، سواء من خلال الاعتقال الإداري أو حرمانهم من الزيارات والعلاج، بينما يتحدث العالم بحرارة فقط عندما يكون الأسرى من الطرف الإسرائيلي.
إن صفقة التبادل ليست مجرد عملية تبادل أسرى، بل هي معركة وعي، تُعيد الاعتبار لقضية الأسرى الفلسطينيين، وتفضح ازدواجية المعايير الدولية.
إن صفقة التبادل ليست مجرد عملية تبادل أسرى، بل هي معركة وعي، تُعيد الاعتبار لقضية الأسرى الفلسطينيين، وتفضح ازدواجية المعايير الدولية. كما تؤكد أن المقاومة تبقى الصوت الحقيقي الذي يدافع عن الكرامة الإنسانية، ويُعيد الأمل لأمهات الأسرى بأن الحرية قادمة مهما طال الظلم والليل