أمهات الشهداء في أتون المعركة
14 يوليو 2025
دشّنت والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، مشاركة أمهات الشهداء الفلسطينيين في خوض معارك المواجهة مع الاحتلال، ولكن هذه المرة بالإصرار على حمل جثامين أبنائهن في اللحظات الأخيرة من الوداع، وقبل دفنهم في مثواهم الدنيوي الأخير .
الجرأة وجدران الصبر التي اتصفت بها والدة النابلسي كما غيرها من خنساوات فلسطين الصابرات، تستند لجدران من الإيمان المدرع للمرأة والفتاة الفلسطينية، أما وزوجة وأختا، في تقديم نماذج حقيقية من المشاركة في معارك التحرير، ولكن من بوابة الصبر .
ومن الواضح أن حمل أمهات الشهداء لجثامين أبنائهن، تجسد واحدة من أبجديات البقاء والايمان بحتمية انتصار الحق الفلسطيني على باطل الاحتلال وأدواته في كل الجغرافيا، التي تسهم في إذكاء نيران الصراع، ومواجهة المحتل بما تمثله صورة المرأة الفلسطينية، التي من المفترض بحكم البعد النفسي والإنساني أن تكون في أسوأ صور الانكسار والحزن، بينما تنعكس صورة الشموخ والعناد في قسمات وجهها، وهتافات التمجيد للشهداء ومقاومة الاحتلال.
الحقائق تفرض نفسها، وبالتالي تحولت أمهات الشهداء لأيقونات في الصبر والتحشيد، ورموزا إعلامية وتحشيدية داعمة لمشروع المقاومة .
فضلا عن حمل النعوش وتوزيع بطاقات الصبر العنيد، يسعين لبث روح الصمود بين أمهات الشهداء وعائلاتهم.
فضلا عن حمل النعوش وتوزيع بطاقات الصبر العنيد، يسعين لبث روح الصمود بين أمهات الشهداء وعائلاتهم. يصدق ذلك كله تواجد تجمع أمهات الشهداء في محافظات نابلس وجنين، وزياراتهن الجماعية لبيوت العزاء وتقديم التهاني باستشهادهم، دور يعول المراقب عليه في تشكيل نفسية صابرة ومؤهلة لنقل معالمه لبيوتات أخرى من مدارس الثبات والصبر.
تقول المرأة في سلوكها الوداعي، أنها حملته في أحشائها تسعة شهور، وهي الآن أقدر على حمله للمرة الأخيرة في وداع مهيب، يمثل الآمال بانتزاع الحرية من بين بحر دماء الشهداء كي نصنع دولة.