كيف سلبت النسوية من المرأة المسلمة إنسانيتها؟!
14 يوليو 2025
بدأت الحركة النسوية في نشأتها كردة فعل أنثوية تسعى لحصول المرأة على بعض حقوقها الأساسية، كالحق في التصويت والتعليم والخروج للعمل، لكنها تطورت بمراحل كثيرة حتى وصلت في نهاية المطاف، إلى دعوة للتمرد على كل قالب تنميطي يضعه بها المجتمع أو العرف أو الدين، فالنسوية تنادي بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة.
ولاحقا تشربت النساء في المجتمعات العربية والإسلامية، تلك التيارات الغربية التي تنادي بالتمرد على العرف السليم، وميزان الدين الذي حدد نظرته الخاصة والمنصفة للعلاقة بين الرجل و المرأة، والتي تقوم على التكامل والرحمة والإنسانية، على عكس النسوية التي تبث حالة من العداء والتنافسية على الأدوار و الوظائف بين الجنسين.
وقد ساهمت كل من الوكالات الرئيسية لجمع الاستخبارات في الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة والكونغرس الأميركي، في ضخ الأموال لصالح تلك الجمعيات والحركات النسوية التي اعترفت بأنها تتلقى تمويلا بمبالغ ضخمة مقابل ترويج الأفكار النسوية.

من الجدير بالذكر، أن موضة أسلمة النسوية انتشرت في بعض أوساط النساء و الفتيات اللواتي يحسبن على الالتزام و التدين، و ذلك عن طريق محاولة التستر خلف الدين لتمرير الأفكار النسوية وتطبيعها، إما لتحقيق مصالح دنيوية أو جهل أو اتباع هوى.
لكن الإسلام، يرى أن العدل بين الذكر والأنثى لا يكون بالمساواة المطلقة بينهما، فالمساواة قد تكون ظلما إذا كانت في غير مكانها، وقد بين الله تعالى مواطن الاختلاف والمساواة بين الجنسين، فقال: "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، إذ لا فرق بين الذكر والأنثى في الحساب والجزاء والثواب والعقاب.
الإسلام، يرى أن العدل بين الذكر والأنثى لا يكون بالمساواة المطلقة بينهما، فالمساواة قد تكون ظلما إذا كانت في غير مكانها
وفي موضع آخر، قال الله تعالى: "وليس الذّكر كالأنثى"، وفي ذلك إشارة إلى أن هناك اختلافات فطرية بين الجنسين أودعها الله لحكمة ورحمة بهما، حيث قال تعالى في سورة النساء: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض"، فجعل واجب القوامة منوط بالرجل، فهو المكلف بالإنفاق و تأمين السكن والاحتياجات والعلاج للأنثى، سواء كانت ابنته أو أخته أو زوجته، وهو المكلف بحمايتها من كل سوء والقيام بشؤونها والسعي في تحصيل الرزق للإنفاق عليها، وهي معززة مكرمة في بيتها لا يمسها سوء ولا يطالها أذى.
وحثّ أن تكون وظيفة الأنثى الأولى في تربية الأطفال والقرار في البيت، وأسقط عنها واجب النفقة رحمة بها، و حرم تكليفها ما لا تطيق، ولم يمنعها من ممارسة حقها في التعلم والعمل.
النسوية ادعت أنها تريد أن ترد للمرأة مظلمتها وتعيد إليها إنسانيتنا، في حين أنها ظلمتها في إقحامها بمنافسة الرجل في وظائف شاقة لا تطيقها جسديا ولا نفسيا.
لكن النسوية ادعت أنها تريد أن ترد للمرأة مظلمتها وتعيد إليها إنسانيتنا، في حين أنها ظلمتها في إقحامها بمنافسة الرجل في وظائف شاقة لا تطيقها جسديا ولا نفسيا. وبهذا خرجت النسوية عن كونها تيارا فكريا، بل أصبحت دينا جديدا يهدم ويفكك الأسرة، و يدعو المسلمة لرفض ما لا يتقبله عقلها من أحكام شرعية دونما بيّنة أو دليل، كرفض التعدد الذي شرعه الله للرجل، لأنه لا يتماشى مع مصالح المرأة الشخصية، ورفض قوامة الرجل لأنها - بحسب دين النسوية - تظلم المرأة و تسلبها ذاتها و شخصيتها.
وقد ورد عن إحدى النسويات المحسوبات على العلم الشرعي، أنها تطالب الرجل بأن يطيع زوجته قبل أن تطيعه، فلو ذهب لزيارة أصدقائه ليلا، عليه أن لا يمنعها من زيارة أصدقائها ليلا! أي تمرد و جرأة على أوامر الله، وخروج بنقيض الفطرة التي فطر الله الناس عليها أكثر من ذلك؟!
مصطلح "النسوية الإسلامية"، يُستخدم في توصيف حالة واقعية في تطعيم بعض الخطابات والتيارات الإسلامية ببعض الميوعة في الأحكام الشرعية.
وأما عن مصطلح "النسوية الإسلامية"، فعليه عدة مآخذ، وإن كان يستخدم في توصيف حالة واقعية في تطعيم بعض الخطابات والتيارات الإسلامية ببعض الميوعة في الأحكام الشرعية، والتساهل فيها تحت مسمى "التيسير" والخطاب الذي يحمل فيه طياته التغول والتمرد على الرجل بضرب أحكام شرعية قطعية واضحة.
إلا أن هذا التوصيف ليس بدقيق، لأنه ينسب إلى الإسلام مما هو منه براء، فلا يليق أن يلتصق بمصطلح الإسلام إلا ما كان موافقا للشرع، فالنسوية في مجملها أداة تهدف إلى تحويل الأنثى إلى رجل لكنها دائما ما تفشل، فالإنسانية جزء أصيل لا ينفك عن الدين، وكمال إنسانية المرأة في كمال أنوثتها.
و النسوية معول مسموم لهدم الدين، وهدم القيم والمفاهيم الكبرى التي تحيى بها الأنثى من حياء وأدب، كما أنها تحاصر الأنثى في زاوية ضيقة من الأهداف الدنيئة، كالندية مع الرجل، والتسلق عليه للوصول إلى حريتها. ولن تحقق الأنثى في خروجها عن أصل خلقتها إلا الهلاك المبين في الدنيا والآخرة.