مشاريع استيطانية بلا هوادة
13 يوليو 2025
اتسمت الأسابيع الأخيرة بهجمة مشاريع استيطانية مرعبة وغير مسبوقة، بطلها الأول سموترتش، ثم نتنياهو وبن غفير، وزراء حكومة الاستيطان الصهيونية.
وتركز الحديث بشكل أساسي عن مشروعين، واحد قصير المدى سقفه عامين، وثاني طويل المدى قد يمتد حتى عام 2050. وبينهما مشاريع ومقترحات وإجراءات كثيرة.
أما خطة سموترتش، فتقوم على رصد قرابة مليار شيكل لبناء وإعادة تأهيل 155 بؤرة استيطانية ومزرعة، وشق طرق التفافية تصل بينها، وربطها مع التجمعات الاستيطانية القديمة، بالإضافة إلى مجموعة من التفاصيل التي تناولها الإعلام ولا داع لتكرارها.
والخطة الثانية، التي أعلن عنها نتنياهو، تحمل أعلى رقم لموازنة ترصد للاستيطان في تاريخ الاحتلال الاستيطاني كما صرح نتنياهو. فقد رصدت الخطة ثلاثة مليار ومئتي مليون شيكل.
تحدثت الخطة عن زيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية من 170 الف إلى مليون مستوطن، وهو أيضا رقم غير مسبوق، وكذلك إقامة مدن استيطانية كبيرة، على خلاف نظام الاستيطان الصغير والمتفرق، كما هو حال الكثير من المستوطنات. يضاف إلى ذلك إقامة مطار خاص بالمستوطنات، وبناء سكة قطار تربط بين هذه المدن الاستيطانية.
هذه المخططات تقتضي بالضرورة مصادرة عشرات آلاف الدونومات الفلسطينية للبناء عليها، ولشق الطرق عبرها.

تتسم هذه المشاريع بسرعة الأداء، لاسيما خطة سموترتش، أكثر من يعمل لصالح الاستيطان. فقد قفز عن مجموعة من المراحل والإجراءات القانونية والحكومية لإنفاذ هكذا مشروع، واختصرها من ستة مراحل إلى مرحلتين، الأمر الذي لاقى انتقادات داخلية. والملاحظ أنّه لم ينتظر حتى تقرها الحكومة في جلساتها الرسمية. كما أن خطته تقضي بشرعنة 14 بؤرة استيطانية بشكل فوري.
إلى جانب ذلك، لا تراعي المشاريع الاستيطانية الجديدة أي حلول أو اتفاقات أو تفاهمات، بل وأبعد من ذلك، فهي لم تراعي لا رأيا عاما، ولا مواقف لأصدقاء "إسرائيل" كأمريكا، وضرب كل ردات الفعل التي قد تنجم عن خططه الاستيطانية عرض الحائط.
تظهر التقارير نظاما مستحدثا في بناء المستوطنات، إذ تأخذ طابعا حضريا ومدنيا، وليس نظام كيبوتس أو نظام تجمعات صغيرة.
تظهر التقارير نظاما مستحدثا في بناء المستوطنات، إذ تأخذ طابعا حضريا ومدنيا، وليس نظام كيبوتس أو نظام تجمعات صغيرة، حيث تقضي الخطة ببناء مدن شبيهة بمدن الداخل المحتل، فضلا عن بناء مطار وسكة قطار، وهو أمر غير مسبوق ويضفي طابعا مدنيا.
لنستذكر خطة سموترتش التي قدمها قبل أن يكون في الحكومة، والتي تهدف إلى إجراء عملية ترانزفير واسعة لسكان الضفة الغربية عبر الترهيب والترغيب، لتغيير الطابع الديموغرافي للضفة الغربية. بأتي المشروع مكملا لتلك الخطة، ويحقق الترانزفير عبر الضغط على السكان بمصادرة أراضيهم ومحاصرة مدنهم وقراهم، ومحاربتهم في أرزاقهم، على رأسها الثروة النباتية والحيوانية.
وتهدف المشاريع الاستيطانية إلى فرض سيطرة أمنية كاملة على الضفة الغربية وعدم ترك مجال لأي شكل من أشكال المقاومة الناجحة، من خلال محاصرة التجمعات السكنية وقطع جميع طرق فيما بينها، والانتشار الشامل للمستوطنين المسلحين وللجيش الذي يحميهم.
وتهدف المشاريع الاستيطانية إلى فرض سيطرة أمنية كاملة على الضفة الغربية وعدم ترك مجال لأي شكل من أشكال المقاومة الناجحة.
كما تسعى سلطات الاحتلال إلى فرض واقع جديد على الأرض، يقطع الطريق أمام أي فكرة غير التي يفكر بها الإسرائيلي الأشد تطرفا، وعدم إبقاء أي فرصة لتشكيل أي كيان هزيل قابل للعيش ولو على التنفس الاصطناعي.
تنذر هذه المشاريع بتغير وجه الضفة الغربية، بل ووجه القضية الفلسطينية ومستقبلها.